(380 – 458 هـ = 990 – 1066 م)
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
القاضي أبو يعلى البغدادي محمد بن الحسين؛ الإمام، العلامة، شيخ الحنابلة، القاضي، أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي، الحنبلي، ابن الفراء، صاحب(التعليقة)الكبرى، والتصانيف المفيدة في المذهب.
ولد:في أول سنة ثمانين وثلاث مائة.
وسمع: علي بن عمر الحربي، وإسماعيل بن سويد، وأبا القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وابن أخي ميمي، وأم الفتح بنت أحمد بن كامل، وأبا طاهر المخلص، وأبا الطيب بن منتاب، وابن معروف القاضي، وطائفة.
وأملى عدة مجالس.
حدث عنه: الخطيب، وأبو الخطاب الكلوذاني، وأبو الوفاء بن عقيل، وأبو غالب بن البناء، وأخوه يحيى بن البناء، وأبو العز بن كادش، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي، وابنه القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وأبو سعد أحمد بن محمد الزوزني.
وحدث عنه من القدماء المقرئ أبو علي الأهوازي أفتى ودرس، وتخرج به الأصحاب، وانتهت إليه الإمامة في الفقه، وكان عالم العراق في زمانه، مع معرفة بعلوم القرآن وتفسيره، والنظر والأصول، وكان أبوه من أعيان الحنفية، ومن شهود الحضرة، فمات ولأبي يعلى عشرة أعوام، فلقنه مقرئه العبادات من(مختصر)الخرقي، فلذ له الفقه، وتحول إلى حلقة أبي عبد الله بن حامد، شيخ الحنابلة، فصحبه أعواما، وبرع في الفقه عنده، وتصدر بأمره للإفادة سنة اثنتين وأربع مائة، وأول سماعه من علي بن معروف في سنة(385).
وقد سمع بمكة ودمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر، وبحلب، وجمع كتاب(إبطال تأويل الصفات)فقاموا عليه لما فيه من الواهي والموضوع، فخرج إلى العلماء من القادر بالله المعتقد الذي جمعه، وحمل إلى القادر كتاب(إبطال التأويل)فأعجبه، وجرت أمور وفتن – نسأل الله العافية – ثم أصلح بين الفريقين الوزير علي بن المسلمة، وقال في الملأ:القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت.
ثم ولي أبو يعلى القضاء بدار الخلافة والحريم، مع قضاء حران وحلوان، وقد تلا بالقراءات العشر، وكان ذا عبادة وتهجد، وملازمة للتصنيف، مع الجلالة والمهابة، ولم تكن له يد طولى في معرفة الحديث، فربما احتج بالواهي.
تفقه عليه أبو الحسن البغدادي، وأبو جعفر الهاشمي، وأبو الغنائم بن الغباري، وأبو علي بن البناء، وأبو الوفاء بن القواس، وأبو الحسن النهري، وابن عقيل، وأبو الخطاب، وأبو الحسن بن جدا، وأبو يعلى الكيال، وأبو الفرج الشيرازي.
ألف كتاب (أحكام القرآن)، و(مسائل الإيمان)، و(المعتمد)، ومختصره، و(المقتبس)، و(عيون المسائل)، و(الرد على الكرامية)، و(الرد على السالمية والمجسمة)، و(الرد على الجهمية)، و(الكلام في الاستواء)، و(العدة)في أصول الفقه؛ ومختصرها، و(فضائل أحمد)، وكتاب(الطب)، وتواليف كثيرة سقتها في(تاريخ الإسلام).
وكان متعففا، نزه النفس، كبير القدر، ثخين الورع.
توفي:سنة ثمان وخمسين وأربع مائة.
ومات فيها: البيهقي، وقاضي سارية أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السروي، وأبو علي الحسن بن غالب المقرئ، وأبو الطيب عبد الرزاق بن شمة، وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده – صاحب(المحكم) – والقاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد العبادي بهراة.
قال الزركلي في الأعلام:
أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء، أبو يعلى: عالم عصره في الاصول والفروع وأنواع الفنون. من أهل بغداد. ارتفعت مكانته عند القادر والقائم العباسيين. وولاه القائم قضاء دار الخلافة والحريم، وحران وحلوان، وكان قد امتنع، واشترط أن لا يحضر أيام المواكب، ولا يخرج في الاستقبالات ولا يقصد دار السلطان، فقبل القائم شرطه. له تصانيف كثيرة، منها (الايمان – خ) و (الاحكام السلطانية – ط) و (الكفاية في أصول الفقه – خ) المجلد الرابع منه، في دار الكتب المصرية، و (أحكام القرآن)و (عيون المسائل) و (أربع مقدمات في أصول الديانات) و (تبرئة معاوية) و (العدة – خ) في أصول الفقه، و (مقدمة في الادب) و (كتاب الطب) و (كتاب اللباس) و (المجرد) فقه، على مذهب الإمام أحمد، وردود على (الاشعرية) و (الكرامية) و (السالمية) و (المجسمة) و (ابن اللبان) وغير ذلك.
وكان شيخ الحنابلة.