علي الدغري
دعوا الخلق للخالق !!
دعوا الخلق للخالق !!
عبارة شاعت مؤخراً على ألسنة العاجزين؛ وليست بحديث ولا آية، ولا من درر العلماء ولا من حكم الحكماء ، إنما هي شماعة يعلق عليها المُثَبِّطون عن التصحيح ثياب خذلانهم وخورهم!
يزعم من يطلقون هذه الكلمة أنهم مسالمون وسطيون، ولم يصيبوا في ذلك! بل هم بعيدون عن الوسط بهذه الجملة، متجهون إلى أقصى اليسار، هناك نحو الحرية دون محاسبة، والمجاملة على حساب الحق والصدق والرجولة!
“دع الخلق” فلا تنكر عليهم منكراً فعلوه، فالله سيحاسبهم ولا شأن لك!
هكذا زعموا !!
وهل يضمنون أن الله لن يحاسبهم على تركهم النهي عن المنكر والصدع بالحق ولو غضب من غضب؟!
“دع الخلق” فلا تقل لهم هذا حلال وهذا حرام مستنداً على الكتاب والسنة! هكذا روجوا أباطيلهم على البسطاء والعامة!!
فأين هم من قول الله تعالى: ?فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ? [الحجر: 94]. أين هم من حديث النصيحة العظيم المؤكَّد بالتكرار عن الصادق المصدوق عليه صلوات الله وسلامه: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ)) قُلْنَا: لِمَنْ؟ قالَ: ((للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)) [رواهُ مسلمٌ].
كيف ندع الخلق ونعرض عما ألزمنا به الخالق دينا ؟!
كيف ندع الخلق ورسولنا -عليه الصلاة والسلام- يأمرنا في حديث الإنكار الشهير أمراً لازماً لا مناص منه ولا فكاك: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) [رواه مسلم]. وهذا تدُّرج لا يمكن معه لمسلم أن يدع الخلق على باطلهم دون أن يكون له حظ من التدخل الإيجابي، فإن عجز فلا يشاركهم بقلبه ولا برأيه ولابجسده!
وهكذا تسقط هذه العبارة المخذِّلة عن القيام بواجب التصحيح في المجتمع المسلم؛ في المنزل، في العمل، في المدرسة، في الملعب، في السوق، في الطائرة، وفي أي مكان يكون فيه المسلم شاهداً على منكر من المنكرات!
لا تدَعوا الخلق بلا نصيحة حسنة ولا تجاملوا أحداً على حساب الحق مهما كان، ولا تبرروا الباطل لأي علة؛ لأن مردكم إلى الخالق…. ولن ينفعكم الخلق!