لقد سعى المفسدون في الأرض أن يطلقوا سعار الجنس؛ حتى يلتهم كل القيم الراقية في الإنسان رجلاً أو امرأة، شاباً أو فتاة، وقديماً قالت العرب:
أصـون عرضـي بمالـي لا أدنّسـه *** لا بارك الله بعد العرض في المال
المــال إن أودى أحتـال فأجمعــــه *** ولسـت للعرض إن أودى بمحتـال
وقالت العرب أيضاً: “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها”.
لكن عالم اليوم أطلق للشهوات العنان، وأعطى لشهوة الجنس كل اهتمام، فصارت شهوة تحرك أحط الغرائز في الإغواء والإغراء، والاغتصاب والإيذاء, وهذه بعض آثار هذه الشهوة بلا لجام:
1- أكبر تجارة في العالم الآن هي تجارة الجنس والمخدرات والسلاح, وهي تعبر عن بلاء مستطير في إنفاق آلاف المليارات في العالم على الجنس والمخدرات.
2- ذكر تقرير المؤسسة البريطانية “أنقذوا الأطفال” الذي أعد بتكليف من مفوضي الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين أن الأطفال اللاجئين في ليبيريا وغينيا وسيراليون يتم استغلالهم جنسيًا مقابل الطعام, وخاصة الفتيات من سن (13-18) سنة، ووجَّه الأطفال تهمًا لأكثر من (67) فردًا من منظمات إغاثة الأطفال بمقايضتهم الجنس مقابل الغذاء أو الموت جوعًا.
إذا كان الإيدز هو مرض العصر بسبب الزنا والفجور، فإنَّ الدول العربية صارت فيها إصابة بحالة إيدز جديدة كل عشر دقائق، و(67) ألف إصابة في العام حسبما كشفت التقارير التي طرحت في المنتدى الإقليمي الثاني للقادة المدنيين للتجاوب مع الإيدز الذي عقد في القاهرة يناير (2006م) بمشاركة أكثر من (300) من القادة المدنيين و(20) دولة عربية.
تحذير للآباء:
وقف طبيب مسلم في قرية من قرى بلادنا الإسلامية, التي يعرف عنها العفة والمحافظة على الأعراض، والخوف الشديد من فضائح العرض، لكن الطبيب أعلن بعد صلاة الجمعة تحذيراً للآباء أن ينتبهوا ويحسنوا تربية أبنائهم وبناتهم ويراقبوا سلوكهم؛ حيث إنه عرضت عليه في شهر واحد (19) حالة حمل من سفاح لبنات صغيرات في الإعدادي والثانوي.
من المآسي الكبرى التي تنشر دائمًا حالات هتك عرض وإغواء واغتصاب من المدرسين للبنات, وهم الذين يعوّل عليهم تعليم بناتنا العفة والطهارة.
لا تكاد تقرأ في الصحف والإنترنت إلا وتجد ظاهرة الخيانات الزوجية في عالمنا العربي والإسلامي من الأزواج والزوجات؛ بسبب هذا الانفلات من لجام الشهوات, خاصة الجنس؛ حيث صار الدخول على الإباحيات في الفضائيات والإنترنت سبباً في رفض الحلال، واستحلال الحرام, مما يشكل تهديدًا كبيراً للأسرة والعفة في عالمنا العربي والإسلامي.
تشير آخر التقارير لمنظمة الصحة العالمية أن الأمراض الجنسية هي أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، وأنها أهم وأخطر المشاكل الصحية العاجلة التي تواجه دول الغرب، فعدد الإصابات في ارتفاع مستمر في كل الأعمار, خصوصًا في مرحلة الشباب, يقول الدكتور جولد: “لقد حسب أن في كل ثانية يصاب أربعة أشخاص بالأمراض الجنسية في العالم”.
هذا وفق الإحصائيات المسجلة, والتي يقول عنها الدكتور جورج كوس: “إن الحالات المعلن عنها رسميًا لا تتعدى ربع أو عشر العدد الحقيقي”.
وأهم هذه الأمراض مرض الايدز الذي التهم أكثر من عشرين مليونًا من المرضى، وهو أكبر ممن قتلوا في الحرب العالمية.
ويتصدر مرض السيلان قائمة الأمراض المعدية، فهو أكثر الأمراض الجنسية شيوعًا في العالم؛ إذ يتراوح الرقم المثبت في الإحصائيات حوالي مائتين وخمسين مليون مصاب سنويًا، وهذا لا يمثل الحقيقة؛ لأن عدد الحالات المبلغ بها والواردة في الإحصائيات تمثل من عُشر إلى رُبع الرقم الحقيقي.
وهكذا كل الأمراض الجنسية: الهربس، القرحة، الرخوة، الورم البلغمي الحبيبي التناسلي، الورم الحبيبي، ثآليل التناسل، المليساء المعدية، التهاب الكبد الفيروسي.. إلى غير ذلك من فطريات وطفيليات الجهاز التناسلي التي تصيب ملايين الناس.