أيها الرجل إلى متى الصمت؟!
كلما فتحنا ملف النساء، وتساهل البعض منهن بالحجاب الشرعي الذي أمرهن الله عز وجل به في كتابه العزيز؛ حيث قال: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? [النــور:31]، نجد أن الكثير -إلا من رحم الله- يلقي باللوم على المرأة، ويمطرها بالعتاب، بل قد تسمع عن فلان من الناس عندما يرغب بالزواج وإكمال نصف دينه عن رغبته في تلك المرأة المحتشمة ذات الحجاب الكامل الساتر، فلن يقبل بالمساومة ولا التنازل فيمن يرتضيها أمًا لأبنائه وشريكة لحياته، وفي المقابل نجد من الرجال -إلا من رحم الله- من لا يهتم بحجاب زوجته، أو أمه، أو أخته، أو ابنته، فيوصلها إلى جامعتها أو مقر عملها، ويغض الطرف عن عباءتها المزركشة، وحجابها الفاتن؛ لذلك أردت أن ألقي بالكرة هذه المرة في مرمى الرجل؛ لأوجه له ندائي وعتابي وأقول له: أين أنت أخي الكريم؟ بل أين غيرتك وأنت ترى زوجتك، أو أختك، أو ابنتك، وهي بتلك العباءة المطرزة؟!
أين قوامتك في نصحها وتوجيهها بالكلمة الطيبة؟!
بل كيف يكون بك الحال -هداك الله- يوم أن يسألك الله عنها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم؟!
أتعجب كثيرًا وأتألم حزنًا يوم أن أراك توصلها إلى مدرستها أو جامعتها أو مكان عملها، ويراها العشرات، بل المئات من الرجال ينظرون إليها، وتدور بهم الأفكار والخيالات الشيطانية!!! أتراك ظننت أن هذا هو التقدم والتطور؟
أتراك غضضت الطرف؛ مسايرة لركب الحرية الزائفة التي يتبجح بها دعاة الرذيلة؛ ليسلبوا من المرأة أعز ما تملك؟!
أم تراك رضيت بالانهزامية، وآثرت الصمت، أو بالأصح (التطنيش)، وغفلت عن قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ? [التحريم:6]؟!
أخي الكريم! ليتك تخرج عن صمتك الذي يتعلق بحجاب من ولّاك الله أمرها، والحفاظ على عزتها وكرامتها، فتصرخ كما كنت تصرخ في يوم من الأيام، تطالب فيه بحقك بمجرد أن تلمس التقصير .. وليتك تطالب غاليتك بتقوى الله ومخافته في حجابها، وتغطية ذلك الوجه الجميل، قبل أن يكسوه التراب، وتفارق الأحباب ….
أخي الرجل! برهن على حبك لها بحمايتها من عذاب الله وغضبه، وصدقني لو أن كل واحد من الرجال بذل الاهتمام والتوجيه والنصح لزوجته، أو أمه أو أخته لما انتشر التبرج، ولما انتشرت جرائم الشباب ومعاكساتهم …
لماذا نستمر في تقديم التنازلات على حساب ديننا؟!
لماذا نترك المجال لأعداء الإسلام ودعاة الرذيلة والتحرر؛ لينهشوا بأنيابهم، ويمزقوا حياء نسائنا ونحن صامتون؟!!
أما أنتِ أيتها الغالية فلا تغضبي مني، ولا تعتبي على قسوتي؛ فإنني –والله- أحترق غيرة وغيظًا يوم أن أرى وجهك الجميل -الذي أنعم الله تعالى عليك به- مكشوفًا أمام الرجال الأجانب، فأتساءل : أتراكِ فرحتِ بما أنعم الله عليك من جمال في الوجه والجسم؟
فليس –والله- إلا اختبار من الله جل وعلا لك، يسألك الله عنه يوم القيامة .. أم أنك ظننت أن في الحجاب ظلمًا لك، وتدهورًا لتقدمك وتطورك؟ وهنا أقول: خدعوك بزيف شعاراتهم فتنبهي.
نداء إلى المسؤولين:
أبعث بندائي إلى المسؤولين بتكثيف الرقابة على ما يباع من عباءات مطرزة وفاتنة، ومعاقبة كل من يبيعها ومصادرتها، ومنع تصنيعها، فأرجوكم أعراض أخواتكم المسلمات تستنجد غيرتكم وحرصكم؛ فاتقوا الله فيهن.
نداء إلى التجار:
إليكم يا معشر التجار أقول: لا تتجاروا بأعراض أخواتكم المسلمات، ولا تزيدوا أرباحكم على حساب انتشار التبرج والسفور، واعلموا أنكم تسألون أمام الله عن كل فتاة كنتم سببًا في تبرجها؛ بسبب متاجرتكم في تلك العباءات.
ختامًا: لا تتركوني من صالح دعائكم.
أتمنى منكم أن تسمعوا شريط: “وقفوهم إنهم مسؤولون” للشيخ عبد المحسن الأحمد.