احتسب
وصف الله تعالى الناس جميعاً بأنهم في خسارة وبوار إلا من اتصف بأربع صفات، ويا لها من صفات، هي: الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر -كما في سورة العصر- فمن تلك الصفات الجليلة: التواصي بالحق والصبر عليه. هذا هو الاحتساب حقاً، فاحتسب في القيام بأمر الله والأمر به، واحتسب كل ما يصيبك في طريق الحق والهدى.
• احتسب على إنكار المنكر واحتسب في إسداء النصيحة لكل مسلم ففي الحديث: «الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: ل له ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، فاحتسب في إنكارك وأمرك، واصبر وصابر، فالنصيحة قد لا تقبل، وقد تبتلى بتبعاتها فاصبر واحتسب ذلك عند الله.
• احتسب على ما يصيبك من مصائب الدنيا ولأوائها ونكدها وأعبائها؛ فإن أجرك عظيم، ومنزلتك كبيرة، قال صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن».
• احتسب على ما يصيبك في مالك وولدك ونفسك وسائر أمورك فالجميع من الله وإليه راجعون قال عمر رضي الله عنه: والله لو أن الشكر والصبر جملين لم أبالِ أيهما ركبت.
• احتسب عندما تفارق قريب أو تفقد حبيب واعلم أن حكمة الله بالغة فارض واصبر واحتسب.
• احتسبي أيتها المسلمة عندما يعضلك ولي أو يهضم حقك زوج أو تصيبك مظلمة أو غدرة، احتسبي ذلك عند الله واطلب العوض والعون والنصر منه وحده.
• احتسب يا من لم يجد وظيفة أو تعسر عليه الزواج أو أصيب بالعقم وعدم الانجاب أو ركبته ديون أو هموم فسوف يعوضك الله ويأجرك الأجور العظيمة والثواب الجزيل فاصبر واحتسب.
• احتسب يا من ابتليت بالعقوق او القطيعة أو الظلم فإن الله يرد الشارد ويعيد الهارب ويطوع العاصي ويلين القاسي وينصر الحق ويصلح الأحوال فإليه فوض أمرك والمآل واصبر واحتسب.
• احتسب كل شيء عند الله من سراء أو ضراء حتى عندما تصيبك أهون الأمور حتى الحر والبرد والشوكة تشاكها وغيرها،احتسب ذلك عند الله فسرعان ما يأتي الفرج ويحل التيسير فلا تقنط وربك الله واصبر واحتسب. إن الله ينظر إليكم يضحك يعلم أن فرجكم قريب. قال أحد السلف: لولا مصائب الدنيا لأتينا القيامة مفاليس.
• أيها المسلم،أصلح أمورك مع الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه واحتسب كل ما يصيبك عند الله فإن عاقبتك ستكون حميدة.