احتساب الربيع بن خُثَيْم
رحمه الله
(ت: 63هـ)
اسمه:
هو الربيع بن خثيم (بضم المعجمة، وفتح المثلثة) بن عائذ بن عبد الله، الثوري، أبو يزيد، الكوفي([1]).
فضله ومكانته:
الربيع بن خثيم من كبار التابعين، الزهاد والعباد، كان مثلاً في الورع والزهد والعبادة والاتباع.
عن الشعبي قال: كان الربيع بن خثيم أشد أصحاب ابن مسعود ورعاً([2]).
وعن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن له إذن لأحد، حتى يفرغ كل واحد من صاحبه([3]).
وعن منذر قال: كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم قال: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34] ويقول له: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك([4]).
وعن يحيى بن معين قال: الربيع بن خثيم ثقة، لا يُسأل عنه([5]).
وقال عنه الشعبي: كان الربيع من معادن الصدق([6]).
وقال عنه الذهبي: “من سادة التابعين، وفضلائهم”([7]).
وقال أيضاً: “وكان عبداً صالحاً، جليلاً، ثقة، نبيلاً، كبير القدر”([8]).
وعن عمرو بن مرة قال: حدثني رجل من أهل ربيع بن خثيم، قال: ما سمعنا من ابن خثيم كلمة يرى إنه عصى الله فيها منذ عشرين سنة([9]).
وعن أبي حيان التيمي عن أبيه قال: ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئاً من أمر الدنيا قط([10]).
وعن إبراهيم التيمي قال: أخبرني من صحب الربيع بن خثيم عشرين عاماً، ما سمع منه كلمة تعاب([11]).
وعن منذر: أن الربيع قال لأهله: اصنعوا لي خبيصاً -قال: وكان لا يكاد يشتهي عليهم شيئاً- قال: فصنعوه، قال: فأرسل إلى جار له مصاب، فجعل يأكل، ولعابه يسيل، قال: فقال أهله:
ما يدري ما أكل! قال الربيع: لكن الله يدري([12]).
وعن حسين بن علي عن محمد عن رجل من أسلم من المبكرين إلى المسجد، قال: كان الربيع بن خثيم إذا سجد، فكأنه ثوب مطروح، فتجئ العصافير، فتقع عليه([13]).
أرسل الربيع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عن: ابن مسعود، وأبي أيوب الأنصاري، وعمرو بن ميمون الأودي. وهو قليل الرواية.
وعنه: الشعبي، وإبراهيم النخعي، وهلال بن يساف، ومنذر الثوري، وهبيرة بن خزيمة، وآخرون([14]).
سيرته الاحتسابية
كان للربيع بن خثيم رحمه الله سيرة احتسابية، حافلة بالمواقف الاحتسابية الكثيرة، نذكر بعضاً منها:
1- إنكاره على رجل ضربه:
عن مسلم أبي عبد الله قال: كان ربيع بن خثيم في المسجد، ورجل خلفه، فلما ثاروا إلى الصلاة جعل الرجل يقول له: تقدم، ولا يجد ربيع مساغاً بين يديه، فرفع الرجل يده، فوجأ بها في عنق الربيع، ولا يعرف ربيعاً، فالتفت ربيع إليه، فقال له: رحمك الله، رحمك الله! قال: فأرسل الرجل عينيه، فبكى حين عرف ربيعاً([15]).
2- إنكاره على لعب النردشير:
عن يوسف بن الحجاج الأنماطي قال: سمعت الربيع بن خثيم يقول: لأن أقلب بيدي شحم خنزير، أحب إلي من أن أقلب كعبتي النردشير([16]).
3- إنكاره على مقتل الحسين رضي الله عنه:
لما قتل الحسين قال أشياخ من أهل الكوفة فيهم أبو بردة: اذهبوا بنا إلى الربيع بن خثيم حتى نعلم رأيه.
فأتوه فقالوا: إنه قد قتل الحسين.
قال: أرأيتم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكوفة، وفيها أحد من أهل بيته فيمن كان ينزل؟ إلا عليهم، فعلموا رأيه.
وعن الفضل بن دكين. قال: حدثنا سفيان عن شيخ، قال: لما أصيب الحسين بن علي، قال الربيع بن خثيم: لقد قتلوا صبية لو أدركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجلسهم في حجره، ولوضع فمه على أفمامهم([17]).
4- إنكاره على المفتين:
عن عطاء بن السائب قال: قال ربيع بن خثيم:
أيها المفتون: انظروا كيف تفتون؟! لا يقل أحدكم: إن الله أحل كذا وكذا، وأمر به، فيقول الله: كذبت، لم أحلله، ولم آمر به، ولا يقل أحدكم: إن الله حرم كذا وكذا، ونهى عنه، فيقول الله: كذبت لم أحرمه، ولم أنه عنه([18]).
5- إنكاره على من أراد الزيادة في التشهد:
عن إبراهيم قال: جاء ربيع بن خثيم إلى علقمة يستشيره أن يزيد فيها: ومغفرته، قال علقمة: إنما ننتهي إلى ما علمناه.
6- إنكاره على من أطلق لسانه:
عن جواب التيمي قال: جاءت أخت الربيع بن خثيم، عائدة إلى ابن له، فانكبت عليه، فقالت: كيف أنت يا بني؟ فجلس ربيع، فقال: أرضعتيه؟ قالت: لا، قال: ما عليك لو قلت: يا ابن أخي، فصدقت([19]).
7- إنكاره على ذكر الناس والانشغال بهم:
عن عيسى بن عمر قال: كأنهم ذكروا عند الربيع شيئاً من أمر الناس، فقال الربيع: ذكر الله خير من ذكر الرجال([20]).
8- إنكاره على من يمدح نفسه:
عن سفيان عن أبيه قال: كان شيخ لنا يقال له: عزرة، يسترجع، فيقال له: مالك؟ فيقول: لقد أدركت مشيخة لنا كنا في جنوبهم لصوصاً.
قال: وبلغني أنه قال مرة: لئن كانت فتنة لقد رأينا وجربنا، فبلغ ذلك الربيع بن خثيم، فقال: ما يقول ابن أبي عزرة، لئن كانت فتنة لقد رأينا وجربنا! أرأيت إن جاء الله بها صماء خرساء!([21]).
9- إنكاره على من يغالي في علي:
عن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم، أنهم ذكروا عنده علياً فقال:
ما رأيت أحداً مبغضه أشد له بغضاً، ولا محبة أشد له حباً، ولم أرهم يجدون عليه في حكمه، والله عز وجل يقول: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: 269]([22]).
10- إنكاره على ابنته:
عن سرية الربيع، قالت: لما حضر الربيع بكت ابنته، فقال: يا بنية، لم تبكين؟ قولي ما يسرني: لقي أبي الخير([23]).
11- إنكاره على ابنته أيضاً:
عن بكر بن ماعز، قال: جاءت بنت الربيع بن خثيم، وعنده أصحاب له، فقالت: يا أبتاه أذهب ألعب؟
قال: لا، فقال له أصحابه: يا أبا يزيد، اتركها، قال: لا يوجد في صحيفتي أني قلت لها: اذهبي العبي، لكن اذهبي فقولي خيراً، وافعلي خيراً([24]).
أقواله المأثورة
كان للربيع بن خثيم رحمه الله الكثير من الأقوال المأثورة العظيمة، منها:
1- قال الربيع: ما يصنع أحدكم بالكلام بعد تسع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتلاوة القرآن، وسؤال الله الخير، والتعوذ به من الشر؟([25]).
2- وعن منذر الثوري قال: سمعت الربيع بن خثيم يقول: إن الذنوب ذنوب السرائر اللاتي يخفين على الناس، وهن لله بَوادٍ، وما دواؤها؟ دواؤها أن تتوب، ثم لا تعود([26]).
3- وعن محمد بن الصلت وطلق بن غنام قالا: حدثنا الربيع بن منذر عن أبيه قال: قال الربيع بن خثيم: كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل([27]).
4- وعن ابن سيرين، عن الربيع بن خثيم، قال: أقلوا الكلام إلا بتسع: تسبيح وتكبير وتهليل وتحميد وسؤالك الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وقراءة القرآن([28]).
5- وعن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم قال: اتق الله فيما علمت، وما استؤثر به فَكِله إلى عالمه([29]).
6- وعن الثوري قال: بلغني عن الربيع بن خثيم في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] قال: من كل شيء ضاق على الناس([30]).
7- وعن أبي رزين، عن الربيع بن خُثَيم: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] قال: مات عليها([31]).
8- وعن الشعبيّ أن الربيع بن خثيم كان له على رجل حق، فكان يأتيه ويقوم على بابه ويقول: أيْ فلان، إن كنت مُوسرًا فأدِّ، وإن كنت مُعسرًا فإلى مَيسرة([32]).
9- وعن منذر الثوري قال: كان الربيع بن خثيم يقول: السرائر السرائر؛ اللاتي تخفون على الناس، وهي عند الله -عز وجل- بَوادٍ، التمسوا دواءهن، وما دواؤهن إلا أن تتوب، ثم لا تعود([33]).
10- وعن محمد بن النضر الحارثي قال: كان الربيع بن خثيم يقول: تفقه ثم اعتزل([34]).
11- وكان الرّبيع بن خثيم يقول: أخرجوا حبّ الدنيا من قلوبكم يدخلها حبّ الآخرة([35]).
12- وعن سفيان عن أبيه قال: كان إذا قيل للربيع بن خثيم: كيف أصبحتم؟ قال: أصبحنا ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا([36]).
13- وعن مدر الثوري عن الربيع بن خثيم قال: كان إذا جاءه الرجل قال: يا عبد الله اتق الله فيما علمت، وما استؤثر عليك فكِله إلى عالمه، لأنا في العمد أخوف عليكم مني في الخطأ، وما أخياركم اليوم بخير، ولكن خير من آخرهم شر منهم، لا يتبعون الحق حق اتباعه، ولا يفرون من الشر حق فراره، وما كل ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أدركك ثم ما كل ما تقرؤون تدرون ما هو؟ ثم قال: السرائر -ثلاثاً- اللاتي تخفى على الناس، وهن لله بَوادٍ، فالتمسوا دواءهن. ثم يقول: وما دواؤهن؟ تتوب ثم لا تعود([37]).
14- وعن سعيد بن مسروق قال: قلما كان الربيع بن خثيم يمر على المجلس وفيه بكر بن ماعز إلا قال له: يا بكر بن ماعز اخزن لسانك إلا مما لك، ولا عليك، إني اتهمت الناس على ديني([38]).
15- وحكي عن الربيع بن خثيم: أنه مر على صبيان في المكتب يبكون، فقال: ما بالكم يا معشر الصبيان؟
قالوا: إن هذا يوم الخميس يوم عرض الكتاب على المعلم، فنخشى أن يضربنا، فبكى الربيع، وقال: يا نفس كيف بيوم عرض الكتاب على الجبار([39]).
16- وعن ضرار بن صرد قال: سمعت رجلاً من ولد الربيع بن خثيم يقول: كتب الربيع بن خثيم إلى أخ له:
أما بعد: فرم جهازك، وأفرغ من زادك، وكن وصي نفسك، ولا تجعل الناس أوصياءك، ولا تجعل الدنيا أكبر همك، فإنه لا عوض من تقوى الله، ولا خلف من الله([40]).
17- وعن عبد الملك بن الأصبهاني، عن جدته، عن الربيع بن خثيم، أنه قال لأصحابه: تدرون ما الداء والدواء والشفاء؟
قالوا: لا.
قال: الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، والشفاء أن تتوب، ثم لا تعود([41]).
18- وعن سفيان الثوري قال: قال الربيع بن خثيم: داء البدن الذنوب، ودواؤها الاستغفار، وشفاؤها ألا تذنب في الدنيا([42]).
19- وقال الربيعُ بنُ خُثيمٍ: أيها المفتون! انظُروا كيفَ تُفتون([43]).
20- وجاء عن الربيع بن خثيم وقد صلى طول ليلة حتى أصبح وقال له رجل: أتعبت نفسك، فقال: راحتها أطلب([44]).
21- وقال الرّبيع بن خثيم: نظرت ما خير لا شرّ فيه، فما وجدته إلاّ أن يعافى رجل فيشكر([45]).
22- وروي أنه استأذن الربيع بن خثيم على ابن مسعود، فخرجت إليه جارية حسناء، فغمض عينيه، فقالت: على الباب رجل أعمى يقول: أنا الربيع بن خثيم، فقال: ليس بأعمى، وإنما غض بصره عما نهاه الله عنه([46]).
23- وكان الرّبيع بن خثيم يقول: لو كَانَت الذُّنُوب تفوح مَا جلس أحد إِلَى أحد([47]).
24- وقال الربيع بن خثيم: لو أن لي نفسين إذا علقت إحداهما سعت الأخرى في فكاكها، ولكنها نفس واحدة، فإن أنا أوثقتها من يفكُّها؟([48]).
25- وعن الشعبي قال: ما جلس ربيع في مجلس منذ اتزر بأزار يقول: أخاف أن أرى حاملاً، أخاف أن لا أرد السلام، أخاف أن لا أغض بصري([49]).
وعن الشعبي قال: ما جلس ربيع بن خثيم على مجلس ولا على ظهر طريق كذا كذا قال: أخاف أن يظلم رجل فلا أنصره، وأن يفتري رجل على رجل فأكلف عليه الشهادة، أو يسلم علي فلم أرد عليه السلام، أو يقع عن حاملة حملها فلا أحمل عليها([50]).
26- وعن أبي حيان عن أبيه قال: كان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة، وكان به الفالج، فقيل له: يا أبا يزيد قد رخص لك في ذلك!
قال: إني أسمع حي على الفلاح، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبواً([51]).
27- وعن أبي يعلى قال: رآني ربيع بن خثيم، وأنا يعجبني الصحف، فقال: يا أبا يعلى لم أطرقك بصحيفة عليها خاتم من محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] الآية([52]).
28- وعن أبي يعلى قال: كان الربيع بن خثيم إذا مر بالمجلس يقول:
قولوا خيرا، وافعلوا خيرا، ودوموا على صالحة، ولا تقس قلوبكم، ولا يتطاول عليكم الأمد، ولا تكونوا كالذين قالوا: سمعنا وهم لا يسمعون([53]).
29- وعن أبي حيان عن أبيه عن ربيع بن خثيم أنه قال: لا تشعروا بي أحداً، وسلوني إلى ربي سلاً([54]).
30- وعن إبراهيم قال: مرت امرأة على الربيع فقال هكذا، وغض بصره، ولم يغمض عينيه([55]).
31- وعن بكر قال: لما انتهى الربيع بن خثيم إلى مسجد قومه، قالوا له: يا ربيع، لو قعدت فحدثنا اليوم، قال: فقعد، فجاء حجر فشجه، فقال: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَف} [البقرة: 275]([56]).
32- وعن عاصم قال: قيل للربيع بن خثيم: لو كنت تقول البيت من الشعر، فقد كان أصحابك يقولون.
قال: إنه ليس شيء يتكلم به أحد إلا وجده في إمامه، وإني أكره أن أجد في إمامي شعراً([57]).
33- وعن إبراهيم قال: كان الربيع بن خثيم يزور علقمة، وكان في الحي جماعة، والطريق في المسجد، فدخل المسجد نساء، فلم يطرف الربيع حتى خرجن، فقيل له: ما يمنعك أن تدخل على علقمة؟ قال: إن بابه مصفق وأنا أكره أن أؤذيه([58]).
34- وعن نسير بن ذعلوق قال: قيل للربيع بن خثيم: يا أبا يزيد ألا تذم الناس؟
فقال الربيع: والله ما أنا عن نفسي براض، فأذم الناس! إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس، وأمنوه على ذنوبهم([59]).
35- وعن بكر بن ماعز، قال: قال الربيع بن خثيم: الناس رجلان: مؤمن وجاهل، فأما المؤمن فلا تؤذه، وأما الجاهل فلا تجاهله([60]).
36- وعن الربيع بن المنذر، عن أبيه، قال: قال الربيع بن خثيم: من استغفر الله تعالى كتب في راحته: أمن من العذاب([61]).
37- وقال الربيع بْن خثيم: إياك أن يقول الرجل: حرم هذا، ونهى عَنْ هذا، فيقول اللَّه له: كذبت([62]).
38- وقال الربيع بن خثيم لعبد الرحمن بن الأسود:
يا ابن أخي، اعلم أنه ما من غائب ينتظره المؤمن خير له من الموت، فانتظره انتظار رجل بشر بقدوم غائبه.
قال: فكان عبد الرحمن يصوم بعد ذلك حتى أحرق الصوم لسانه، فكنت إذا رأيته حسبته بعض السودان([63]).
39- وعن نسير بن ذعلوق أبي طعمة قال: سألت الربيع بن خثيم عن الصلاة الوسطى، قال: أرأيت إن علمتها كنت محافظاً عليها، ومضيعاً سائرهن؟!
قلتُ: لا.
فقال: فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها([64]).