يوميات حاج
من آداب الحج والعمرة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
قال الله تعالى: ?الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ? [الحج:197].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جُعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله».
وقال صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
أخي الحاج! ينبغي أن تقوم بشعائر الحج على سبيل التعظيم والإجلال والمحبة والخضوع لله رب العالمين، فتؤديها بسكينة ووقار واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي أن تشغل هذه المشاعر العظيمة بالذكر والتكبير والتسبيح والتحميد والاستغفار؛ لأنك في عبادة من حين أن تشرع في الإحرام حتى تحل منه.
ليس الحج نزهة للهو واللعب يتمتع به الإنسان كما يشاء من غير حد كما يُشاهد من بعض الناس، يستصحب من آلات اللهو والغناء وما يصده عن ذكر الله ويوقعه في معصية الله، وترى بعض الناس يفرط في اللعب والضحك والاستهزاء بالخلق.. وغير ذلك من الأعمال المنكرة، كأنما شُرع الحج للمرح واللعب.
يجب عليك -أخي الحاج- أن تحافظ على ما أوجبه الله عليك من الصلاة جماعة في أوقاتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وينبغي أن تحرص على نفع المسلمين والإحسان إليهم بالإرشاد والنصح والمعونة عند الحاجة، وأن ترحم ضعيفهم خصوصاً في مواضع الرحمة كمواضع الزحام.. ونحوها، فإن رحمة الخلق جالبة لرحمة الخالق، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
وأن تجتنب الرفث والفسوق والعصيان والجدال لغير نصرة الحق، أما الجدال لنصرة الحق فهذا واجب في موضعه.
وأن تجتنب الاعتداء على الخلق وإيذاءهم؛ فتجتنب الغيبة والنميمة والسب والشتم والضرب والنظر إلى النساء الأجانب؛ فإن هذا حرام في الإحرام وخارج الإحرام، فيتأكد تحريمه حال الإحرام.
يوم التروية الثامن من ذي الحجة:
أعمال هذا اليوم:
1 – يُستحب له أن يغتسل ويتطيب قبل إحرامه.
2 – يسن للمُتمتع الإحرام بالحج قبل الزوال.
3 – ينوي الإحرام بالحج ويقول: (لبيك حجاً) وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إكمال حجه اشترط فقال: (وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبسني) وإن لم يكن خائفاً لم يشترط.
4 – التوجه إلى منى يوم التروية والمبيت بها ليلة التاسع، وعدم الخروج منها إلا بعد طلوع الشمس وصلاة خمس صلوات بها.
5 – الإكثار من التلبية، وصفتها أن يقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) ويستمر في التلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر.
6 – قصر الصلاة الرباعية بلا جمع مع المحافظة على صلاة الجماعة، والحرص على صلاة الوتر.
تنبيهات على بعض الأخطاء:
1 – الاستمرار في الاضطباع في جميع مناسك الحج، والمشروع كشف الكتف الأيمن حال طواف القدوم أو طواف العمرة فقط.
2 – ظن كثير من الحجاج أن الإحرام هو لبس الإزار والرداء فحسب، والصواب أن هذا استعداد للإحرام وليس إحراماً؛ لأن الإحرام هو نية الدخول في النسك.
3 – اعتقاد بعض النساء أن للإحرام لوناً خاصاً كالأخضر مثلاً، وهذا خطأ، فالمرأة تحرم بثيابها العادية إلا ثياب الزينة، أما الثياب الضيقة والشفافة فلا يجوز لبسها لا في الإحرام ولا في غيره.
4 – الصلاة بالإزار دون الرداء، وهذا خطأ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء» [متفق عليه].
5 – قص شعر اللحية عند الإحرام مع أن القص والحلق ممنوعان بكل حال، والعارضان من اللحية.
6 – اعتقاد بعض الحجاج أن لباس الإحرام الذي لبسه عند الميقات لا يجوز تغييره ولو اتسخ، والصواب جواز تغييره بمثله أو غسله.
7 – التلبية الجماعية؛ لأنه لا دليل عليها.
8 – الجمع بين الصلوات في منى، والمشروع القصر دون الجمع.
9 – الإكثار من قراءة القرآن في هذه المواطن، وهي مواطن عبادة.
10 – ترك المبيت بمنى ليلة عرفة بدون عذر.
يوم عرفة التاسع من ذي الحجة:
أعمال هذا اليوم:
1 – السير إلى عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
2 – النزول بنمرة إلى الزوال إن تيسر ذلك، وإلا فلا حرج؛ لأن النزول بها سنة.
3 – صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً (جمع تقديم)، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ليطول وقت الوقوف والدعاء.
4 – يستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله تعالى ودعائه والتضرع إليه، ويرفع يديه حال الدعاء، وإن لبّى أو قرأ شيئاً من القرآن فحسن.
5 – الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس.
6 – الإحسان إلى الحجاج بسقي الماء وتوزيع الطعام.
تنبيهات على بعض الأخطاء:
1 – الوقوف خارج حدود عرفة مع أنها محددة بأعلام واضحة، والوقوف بها ركن لا يتم الحج إلا به، وبطن عرنة ليس من عرفة.
2 – انصراف بعض الحجاج من عرفة قبل غروب الشمس، وهذا لا يجوز؛ لأنه خلاف السنة، حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم بها حتى غربت الشمس وغاب قرصها.
3 – التكلف بالذهاب للجبل وصعوده والتمسح به، واعتقاد البعض أن له مزيّة وفضيلة توجب ذلك، وهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4 – استقبال بعض الحجاج الجبل (جبل الرحمة) عند الدعاء ولو كانت القبلة خلف ظهورهم أو عن أيمانهم أو شمائلهم، وهذا خلاف السنة؛ لأن السنة استقبال القبلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
5 – الانشغال يوم عرفة بالضحك والمزاح والكلام الباطل وترك الذكر والدعاء في ذلك الموقف العظيم.
6 – حمل بعض الحجاج آلات تصوير واستعمالها عند كل مشعر، وهذا أمر لا يليق بالحاج.
ليلة مزدلفة:
أعمال هذه الليلة:
1 – السير من عرفة إلى مزدلفة بعد مغيب الشمس بسكينة وخشوع.
2 – صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين ساعة وصوله.
3 – إذا لم يتمكن الحاج من الوصول إلى مزدلفة قبل منتصف الليل فإن الأحوط له أن يصلي المغرب والعشاء في الطريق احتياطاً للوقت.
4 – المسارعة إلى النوم بعد الصلاة وعدم الانشغال بشيء.
5 – المبيت بمزدلفة وهو واجب، ويجوز للضعفاء من الرجال والنساء أن يدفعوا في آخر الليل بعد غياب القمر، وأما من ليس ضعيفاً ولا تابعاً لضعيف فإنه يبقى بمزدلفة حتى يصلي الفجر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
6 – صلاة الفجر مبكراً، ثم يقصد المشعر الحرام فيوحد الله ويكبره، ويدع بما أحب حتى يسفر جداً، وإن لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وقفت هاهنا، وجمع كلها موقف» جمع: هي المزدلفة.
تنبيهات على بعض الأخطاء:
1 – عدم تحري القبلة عند صلاة المغرب أو العشاء أو الفجر، والواجب على الحاج أن يسأل من يظن معرفته بجهة القبلة.
2 – الاشتغال في مزدلفة بلقط الحصى قبل الصلاة مع أن الحصى يصح أخذه من منى أو غيرها.
3 – عدم التحري في المبيت داخل حدود مزدلفة.
4 – تأخير صلاة المغرب والعشاء إلى ما بعد نصف الليل، وهذا لا يجوز.
5 – انصراف كثير من الحجاج من مزدلفة قبل نصف الليل، وتركهم المبيت بها مع أنه من واجبات الحج.
6 – ترخص الأقوياء في الخروج إلى منى قبل الصبح مع أن الرخصة إنما هي للضعفاء، أما غيرهم فقبيل طلوع الشمس.
7 – إحياء ليلة مزدلفة بالقيام أو الذكر أو القراءة، وهذا خلاف السنة.
8 – تأخير صلاة الفجر إلى قرب طلوع الشمس أو صلاتها بعد طلوع الشمس.
9 – النوم بعد صلاة الفجر.
10 – سرعة انصراف الناس بسياراتهم في مزاحمة الحجاج مما يؤدي إلى وقوع حوادث.
يوم النحر العاشر من ذي الحجة:
أعمال هذا اليوم:
1 – الدفع من مزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس بسكينة وخشوع.
2 – يستحب الإسراع عند المرور بوادي محسر إن تيسر ذلك.
3 – الانشغال بالتلبية حتى يصل جمرة العقبة، ثم يقطع ويجعل منى عن يمينه والبيت عن يساره، ويرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده عند كل حصاة ويكبّر.
4 – إذا فرغ الحاج من رمي جمرة العقبة ذبح الهدي، ويستحب للحاج أن يباشر الذبح بنفسه إن تيسر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول عند ذبحه: (بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك) ويوجهه إلى القبلة.
5 – إذا فرغ من الذبح حلق شعر رأسه أو قصره، والحلق أفضل، ولا يكفي تقصير بعض شعر الرأس بل لا بد من تقصيره كله كالحلق، والمرأة تقصر من كل ضفيرة قدر أنملة.
6 – بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بعد الإحرام إلا النساء، ويسمى هذا: التحلل الأول.
7 – يسن له بعد هذا التحلل التنظف والتطيب والتوجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة، ويسمى هذا الطواف: طواف الزيارة، وهو ركن لا يتم الحج إلا به، وبعده يحل له كل شيء حتى النساء.
8 – السعي بين الصفا والمروة للمتمتع والمفرد والقارن الذي لم يسع مع طواف القدوم.
9 – إن قدّم النحر على الرمي أو الطواف أو الحلق أجزأ ذلك، وإن كان الأفضل الرمي ثم الذبح ثم الحلق ثم الطواف.
تنبيهات على بعض الأخطاء:
1- رمي الجمار من بعيد وعدم التأكد من وصولها إلى الشاخص أو الحوض.
2- توكيل بعض الأقوياء في الرمي مع أن التوكيل إنما ورد في حق الضعفاء.. ونحوهم.
3- رمي الجمرة بالنعال والحجارة الكبيرة.. ونحوها.
4- القول مع كل جمرة: اللهم إغضاباً للشيطان، وإرضاءً للرحمن.
5- الوقوف للدعاء عند جمرة العقبة.
6- اعتقاد بعض الحجاج أنهم برميهم الجمار يرمون الشيطان، ويطلقون اسم الشياطين على الجمار، وهذا اعتقاد خاطئ.
7- تعريض الهدي بعد ذبحه إلى الإتلاف، مع أنه يمكن نقله إلى الفقراء.
8- الرمل والاضطباع في طواف الإفاضة والوداع، والمشروع أن يكونا في أول طواف له.
9- المزاحمة الشديدة للوصول إلى الحجر لتقبيله مما يؤدي في بعض الأحيان إلى المقاتلة والمشاحنة والأقوال المنكرة التي لا تليق بهذا العمل ولا هذا المكان، والله تعالى يقول: ?الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ? [الحج:197].
10- اعتقاد البعض أن الحجر نافع بذاته؛ ولذلك تجدهم إذا استلموه مسحوا بأيديهم على بقية أجسادهم، وهذا جهل وضلال؛ فالنافع هو الله وحده، وعمر عندما استلم الحجر قال: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك».
11- استلام بعض الحجاج جميع أركان الكعبة وربما استلموا جدرانها وتمسحوا بها، وهذا جهل وضلال، فإن الاستلام عبادة وتعظيم لله عز وجل، فيجب الوقوف فيه على ما ورد؛ لأن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يستلم من البيت سوى الركن اليماني والحجر الأسود.
12- تقبيل الركن اليماني والمشروع استلامه.
13- تخصيص كل شوط بدعاء معين لا يدعو فيه بغيره.
14- الدعاء الجماعي وما فيه من التشويش على الطائفين، وهذا من البدع حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم.
15- الصلاة خلف المقام مباشرة مع وجود الزحام الشديد، ويمكن أن يصلي في أي موضع من الحرم.
16- تطويل القراءة في سنة الطواف، ثم رفع اليدين والدعاء بعدها، وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
17- طواف بعض الحجاج جماعات متشابكين، وهذا فيه مضايقة شديدة لعباد الله.
18- الطواف حول الكعبة من داخل الحجر، وهذا غير صحيح.
19- التكبير عند محاذاة الركن اليماني مع عدم الاستلام.
20- الجمع بين الصلوات في منى.
21- ترك المبيت بمنى.
أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر:
أعمال هذه الأيام:
1 – يرجع الحاج يوم العيد بعد الطواف والسعي إلى منى، ويبقى بها بقية يوم العيد وأيام التشريق ولياليها، ويجب عليه المبيت بها ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر إن تعجل، وليلة الثالث عشر إن تأخر.
2 – يرمي الجمرات الثلاث، يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم العقبة الكبرى، يرمي مع كل جمرة بسبع حصيات متعاقبات، ويكبر مع كل حصاة يرميها، ويكون الرمي بعد الزوال.
3 – يسن له بعد الرمي أن يتنحى يميناً ويستقبل القبلة ثم يدعو طويلاً رافعاً يديه، يفعل ذلك عند الصغرى والوسطى، أما العقبة فلا يفعل ذلك عندها.
4 – طواف الوادع، وهو آخر أعمال الحج.
5 – استغلال هذه الأيام في طاعة الله من قراءة للقرآن وذكر وتكبير.. وغيرها.
تنبيهات على بعض الأخطاء:
1 – ترك الدعاء عند الجمرة الصغرى والوسطى.
2 – رمي الجمار قبل الزوال مع أن وقته يبدأ بزوال الشمس.
3 – رمي الحصاة بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم لهذه الشياطين على زعمهم، وهذا جهل. وإنما شرع رمي الجمار لإقامة ذكر الله، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبر إثر كل حصاة.
4 – الدعاء عند جمرة العقبة.
5- بعض الحجاج يبدأ الرمي بجمرة العقبة ثم الوسطى ثم الصغرى، وهذا خطأ، والعكس صحيح.
6 – رمي الحصى جميعاً بكف واحدة، وهذا خطأ فاحش، وقد قال أهل العلم: “إذا رمى بكف واحدة أكثر من حصاة لم يحتسب له سوى حصاة واحدة”، والواجب أن يرمي الحصى واحدة واحدة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
7 – تهاون بعض الحجاج برمي الجمار، فتراهم يوكلون من يرمي عنهم مع قدرتهم على الرمي، وهذا مخالف لما أمر الله تعالى به من إتمام الحج، حيث يقول سبحانه: ?وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ? [الحج:196].
8 – توكيل بعضهم بالرمي وسفره مساء الحادي عشر، فيترك المبيت وبعض الرمي.
9 – نزول بعض الحجاج من منى يوم النحر قبل رمي الجمرات ليطوفوا للوداع، ثم يرجعوا إلى منى فيرموا الجمرات ثم يسافروا، وهذا لا يجوز؛ لأنه مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر عهد الحاج بالبيت، وإنما الوداع آخر أعمال الحج.
ونسأل الله الكريم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.