وقفات للدعاة والداعيات
للعلم فضل عظيم لا يخفى على كل ذي لبٍ وفهم، فقال تعالى: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ? [المجادلة:11].
وقال تعالى: ?قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ? [الزمر:9].
وقال تعالى: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ? [فاطر:28].
فالعلم النافع يحقق التزكية، ويقرب من الله سبحانه وتعالى، ويزيد الخشية منه، ويدفع إلى العمل الصالح.
وحتى يؤدي العلم مهمته في تزكية النفس، لا بد أن يصحبه العمل الصالح مع الإخلاص لله سبحانه وتعالى، والاتباع، والتزام الآداب المطلوبة للعالم والمتعلم.
ولقد حذرنا الله من العلم الذي لا يصاحبه العمل، ومن القول الذي لا يتبعه الفعل، فقال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ? [الصف:3].
وقد حذر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من حال بعض الدعاة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهم لا يأتون المعروف ويأتون المنكر، يقول صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار؛ فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان! ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى. قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه»(1).
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه العلم النافع، ويتعوذ من العلم الذي لا ينفع، فقد كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها»(2).
قال الإمام ابن رجب الحنبلي: “من فاته هذا العلم النافع، وقع في الأربع التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم، وصار علمه وبالاً وحجةً عليه، فلم ينتفع به، لأنه لم يخشع قلبه لربه، ولم تشبع نفسه من الدنيا، بل ازداد عليها حرصاً ولها طلباً، ولم يُسمع دعاؤه لعدم امتثاله لأوامر ربه، وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه”(3).
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على العلم النافع الذي يزكي النفس ويهذبها، وبذلك يكون قرنهم خير القرون التي حملت راية الإسلام إلى الآفاق، وتسلّم وراثة النبوة ليُسَلّمها لمن بعده، وتعاقبت الأجيال الفاضلة التي حملت راية الإسلام، وتلقت العلم للعمل، وتأدبت بآداب العلم، وتحلّت بفضائله، فكانوا كما قال ابن سيرين: “كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلم”(4).
وعن مالك أيضاً عن ابن شهاب أنه قال: “إن هذا العلم أدبُ الله الذي أدّب به نبيُّه صلى الله عليه وسلم، وأدب النبيَّ أمته، أمانة الله إلى رسوله ليؤديه على ما أُدي إليه، فمن سمع علماً فليجعله أمَامَهُ حجةً فيما بينه وبين الله عز وجل”(5).
عن إبراهيم بن حبيب قال: قال لي أبي: “يا بني! ائت الفقهاء والعلماء وتعلّم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم، فإن ذاك أحب إليّ لك من كثير من الحديث”(6).
ومما سبق يتبين لنا أهمية العلم، وآفة العلم بلا عمل، وأن ذلك فتنة على صاحبه في الدنيا والآخرة، وفتنة على الناس في الاقتداء به وضلالهم بسببه. فالعالم لا بد أن يكون قدوةً حسنة للناس، وقد قال الإمام الآجري -رحمه الله- في وصف العالم الرباني: “من صفته أن يكون لله شاكراً، وله ذاكراً، دائم الذكر بحلاوة حب المذكور، يعد نفسه مع شدة اجتهاده خاطئاً مذنباً، ومع الدءوب على حسن العلم مقصراً، لجأ إلى الله فقوّى ظهره، ووثق بالله فلم يخف غيره، مستغن بالله عن كل شيء، ومفتقر إلى الله في كل شيء، أنسه بالله وحده، ووحشته ممن يشغله عن ربه، إن ازداد علماً خاف توكيد الحجة، مشفقٌ على ما مضى من صالح عمله أن لا يقبل منه، همه في تلاوة كلام الله الفهم عن مولاه، وفي سنن الرسول الفقه لئلا يُضيّع ما أمر به، متأدبٌ بالقرآن والسنّة، لا يُنافس أهل الدنيا في عزها، ولا يجزع من ذلّها، يمشي على الأرض هوناً بالسكينة والوقار. قال عز وجل: ?إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا? [الإسراء:107-109](7).
وقال ابن عيينة: “إذا كان نهاري نهار سفيه، وليلي ليل جاهل، فما أصنع بالعلم الذي كتبتُ؟”(8).
وهناك أمورٌ عدة انتشرت بين بعض من تصدّر للدعوة والعلم مما ينبغي تجنبها وهي تخالف التزام العلم النافع، ولها أثرٌ سلبي وخطير في حياة الناس إذ لا يخفى علينا مدى أثرها على طلاب العلم وعلى العوام من الناس، وهي على النحو الآتي:
1- التميّع في أخذ هذا الدِّين، والتساهل في أخذ أحكامه والالتزام بها، فانتشر من جراء ذلك الفساد، وتجرأ بعض الناس على المنكرات، فأصبحنا نسمع من عامة الناس إذا نُصح بأداء الواجبات وترك المحرّمات من يقول: (الإيمان في القلب)، (ساعة لربك وساعة لقلبك)، (الله غفورٌ رحيم)… إلخ، وهم ما يزالون في تطاولهم في الدين، وتقصيرهم، وانحرافهم وكل ذلك لما يرونه من تميّع بعض من تصدّر للعلم والدعوة في أخذ الدين.
2- رفض إدخال الإسلام في شؤون مختلفة من الحياة، فنجد بعض من تصدر للدعوة والعلم يقول: ما داموا يقولون لا إله إلا الله، ويصدقون بقلوبهم، فهم مؤمنون ولا يجوز الإنكار عليهم(!!!)
وهذا بلا شك من أشنع الجهل، فديننا دينٌ يتسم بالشمول والكمال، ولا فصل فيه بين الدين والحياة، ويترتب على هذا الأمر انتشار المنكرات في المجتمعات -والعياذ بالله-.
3- الخلط المزعج في المسائل الكبيرة والصغيرة، وبين المسائل التي لا يستقل بفهمها إلا ذوو العلم والبصيرة والفهم والاستدلال والاستنباط، وبين المسائل العادية التي يمكن أن تكون أمراً عاماً يمكن حتى للعوام الخوض َ فيه.
وأخطر من هذا إقحام العوام وأنصاف المتعلمين والمثقفين والجهلة والمتعالمين في مسائلٍ من العلم دقيقةٍ وخطيرة ٍ، لا يمكن أن ينفرد بفهمها والقول فيها إلا من أوتي علماً وبصيرة.
وأسوأ من ذلك، جرأة أولئك في نشر جهلهم وفكرهم الضال، حتى لو لم يُطلب منهم إبداء رأي أو جواب لسؤال. فنراهم يتجرؤون على الفتيا بدون علم وبدون تمييز، وبخلطٍ عجيبٍ للأمور والمسائل.
4- التلبس بالمعاصي والمخالفات الشرعية، والتساهل بالظهور بها أمام الناس.
ولا شك أن من العوام والجهال من الناس من يرى في العَالِم قدوته إذا رآه متلبساً بمعصية أو مخالفةٍ شرعية فيقلده فيها وبخاصةٍ إذا صَاحبَ ذلك هويً وشهوة، فإذا أُنْكِرَ على هؤلاء العوام فعلهم كان حجتهم أن العالم الفلاني فعل ذلك، وقال ذلك، فيحصل به فتنة للناس. قال ابن القيم -رحمه الله-: “وفتنة هؤلاء فتنةٌ لكل مفتون، فإن الناس يتشبهون بهم لما يظنون عندهم من العلم، ويقولون لسنا خيراً منهم، ولا نرغب بأنفسنا عنهم، فهم حجة لكل مفتون”(9).
فعلى هؤلاء تقوى الله وتجنب تضليل الناس أمام العوام وفي مجتمعات الناس. وقد قال الشاطبي في ذلك: “أن لا تُفعل في المواضع التي هي مجتمعات الناس، أو المواضع التي تُقام فيها السنن، وتظهر فيها أعلام الشريعة، فأما إظهارها في المجتمعات ممن يُقتدى به أو بمن يُحسن به الظن، فذلك من أضر الأشياء على سنة الإسلام، فإنها لا تعدو أمرين: إما أن يُقتدى بصاحبها فيها فإن العوام أتباع كل ناعق، لا سيما البدع التي وكل الشيطان بتحسينها للناس، والتي للنفوس في تحسينها هوى، وإذا اقتدى بصاحب البدعة الصغيرة كبرت بالنسبة إليه؛ لأن كل من دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها فعلى حسب كثرة الإتباع يعظم عليه الوزر. وهذا بعينه موجود في صغائر المعاصي، فإن العالم مثلاً إذا أظهر المعصية -وإن صَغُرَت- سَهُلَ على الناس ارتكابها، فإن الجاهل يقول: لو كان الفعل كما قال من أنه ذنب لم يرتكبه، وإنما ارتكبه لأمر علمه دوننا، فكذلك البدعة إذا أظهرها العالم المقتدى فيها، لا محالة، فإنها في مظنة التقرب في ظن الجاهل؛ لأن العالم يفعلها على ذلك الوجه”(10).
وقد لوحظ على بعض الداعيات تساهلٌ واضحٌ في الحجاب واللباس وعدم ظهور سمت أهل الصلاح عليهن.
5- التصميم على اتباع العوائد وإن فسدت أو كانت مخالفة للحق.
وهو اتباع ما كان عليه الآباء والأشياخ وأشباه ذلك، وهو التقليد المذموم فإن الله ذمّ ذلك في كتابه فقال: ?إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ? [الزخرف:22]، فلا بد من الاحتياط في الدين، وليس له أن يعتمد على عمل أحدٍ البتة حتى يتثبت ويسأل عن حكمه، إذ لعل المعتمد على عمله يعمل خلاف السنة. ولقد قيل: “لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سله يصدُقك” (11).
وهذا الأمر ينطبق على بعض الدعاة والمتصدرين للعلم ممن يعتمدون على التقليد المحض للأشياخ دون تثبتٍ أو احتياطٍ.
6- تسمية الأشياء بغير مسماها لاستحلالها.
وهذا أمرٌ نبهنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف».
قال الشاطبي: “وهذا نصٌ في أن هؤلاء الذين استحلوا المحارم كانوا متأولين فيها حيث زعموا أن الشراب الذي شربوه ليس هو الخمر، وإنما له اسم آخر إما النبيذ أو غيره، وإنما الخمر عصير النبيذ النيئ، وقد ثبت أن كل مسكرٍ خمر. قال بعضهم: وإنما أتى على هؤلاء حيث استحلوا المحرمات بما ظنوه من انتفاء الاسم، ولم يلتفتوا إلى وجود المعنى المحرّم وثبوته. قال: وهذه بعينها شبه اليهود في استحلالهم أخذ الحيتان يوم الأحد بما أوقعوها به يوم السبت في الشباك والحفائر من فعلهم يوم الجمعة، حيث قالوا: ليس هذا بصيد ولا عمل يوم السبت، وليس هذا باستباحة السبت”(12).
وهكذا يحدث بزماننا من تمييع الأحكام في كثير من الأمور كالربا والمعازف والمخدرات والنمص وغيرها بتسميتها بغير مسماها.
7- الاحتجاج بيسر الشريعة وضغط الواقع لركوب الحيل المحرمة، والأخذ بالرخص الشاذة للمذاهب.
وهذا واقع بعض الدعاة والداعيات والمتعالمين ممن يحتجون بهذا الأمر في تتبع الرُّخَص والغرائب الفقهية الشاذة والتساهل في الأحكام.
و لا شك في يُسر الشريعة وسماحتها، ولكن الاحتجاج بيسر الشريعة للتحلُّل من أحكام الشريعة والتحايل عليها واتباع الأهواء والرخص والشواذ التي لا تستند إلى دليل صحيح.. كل هذا باطل، وتلبيس وتضليل، ولو أن تقرير مصالح العباد كانت في أيدي البشر لحصل من ذلك شرٌ وفسادٌ كبير.
8- الاحتجاج بتغيّر الزمان والمكان.
وهو أمر تابعٌ لما سبقه.
فإن هناك من يتبع الشبهات، ويميل مع الشهوات، ويعطي الكثير من التنازلات، يريد أن يتكئ على هذه القاعدة في تغيير أحكام الله تعالى وانسلاخ الناس منها لتغيّر الزمان أو المكان (!!) ولأن من الأحكام ما لا يصلح في هذا العصر، ولا يواكب تطوره.
وكم يكون أسى النفس عظيماً حين يصدر هذا من عالمٍ وداعيةٍ فهم كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- عن علماء الكلام: “أوتوا علوماً ولم يؤتوا فهوماً، وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً”. ومن هنا نلحظ تنازل بعض من تصدّرن للعلم والدعوة عن كثير من الأمور اللازمة في شريعتنا احتجاجاً بتغيّر الزمان والمكان؛ سواءً كان ذلك تنازلاً منهنّ أو رضيً بتنازلات الغير دون إنكار.
ومن ذلك المناداة بالتطوير في أصول الدين وفروعه ومراجعة الثوابت الإسلامية، وقالوا: فقد لا يكون ثابتاً اليوم ما كان ثابتاً بالأمس، ونسأل الله السلامة والعافية.
9- تلوث القلوب بالحسد والأحقاد والشحناء.
وهو داءٌ عظيم يؤدي إلى هلاك صاحبه والعياذ بالله، وهو ما ابتلي به بعض الدعاة والمتعالمين.
وعلامة ذلك الداء: الولوع بالخلاف، وتتبع السقطات وتضخيمها، وأسلوب السب والشتم، والجدل بالباطل، وظن السوء، وما يحدث من تحزّبٍ وفرقةٍ واختلافٍ مذموم.
ومما لا شك فيه أننا أحوج ما نكون إلى الاجتماع والاتفاق منّا للتفرق والانشقاق ولا يكون ذلك إلا بالسير على منهج سلف الأمة.
10- فكرة إنكار الفساد دون مراعاة للضوابط الشرعية والمصالح والمفاسد المترتبة على ذلك.
وهو أمرٌ كذلك يظهر في بعض المتحمسين من أهل العلم والدعاة. وانتشار الفساد شرٌ كبير لا بد من إنكاره وتغييره، لكن لا بد من مراعاة ضوابط شرعية منطلقة من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن لا يكون الإنكار يؤدي إلى منكر أعظم.
قال تعالى: ?وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ? [الأنعام:108]. ومن منطلق الإنكار وقع بعض العلماء والدعاة في منكر ٍ أعظم وأشنع، والله المستعان.
وأخيراً، لا بد لمن تصدّر للعلم والدعوة من تقوى الله عز وجل، والتمسك بالكتاب والسنة، والاقتداء بنبيّ الأمة -عليه الصلاة والسلام-، والتسلح بالعلم والحكمة، وسؤال الله الثبات والبصيرة، وعدم الاغترار بأهل الجهل والرذيلة، وتجنب العجلة، ومراعاة الضوابط الشرعية المنطلقة من مقاصد الشريعة.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين. أ.هـ
_______________________
(1)- صحيح مسلم 2989 في الزهد – باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله.
(2)- صحيح مسلم 2722 كتاب الذكر والدعاء- باب التعوذ من شر ما عمِل ومن شر ما لم يعمل.
(3)- فضل علم السلف على الخلف لابن رجب-122.
(4)- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للإمام الخطيب البغدادي 1-79.
(5)- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للإمام الخطيب البغدادي 1-79.
(6)- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للإمام الخطيب البغدادي 1-80.
(7)- أخلاق العلماء- 64-67.
(8)- أخلاق العلماء -72.
(9)- مفتاح دار السعادة ص 147.
(10)- الاعتصام-319.
(11)- الاعتصام -403 بتصرف.
(12)- الاعتصام-335.