آداب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فقد قال تعالى: ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ? [آل عمران:110].
تعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
الأمر بالمعروف: هو الترغيب في كل ما ينبغي قوله أو فعله طبقًا لقواعد الإسلام.
والنهي عن المنكر: هو الترغيب في ترك ما ينبغي تركه، أو تغيير ما ينبغي تغييره طبقًا لما رسمه الإسلام.
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله:” المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بواجب الشرع، والنهي عن محرماته”.
ويقول ابن منظور في لسان العرب:” قد تكرر ذكر المعروف في الحديث، وهو اسمٌ جامعٌ لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع، والمنكر ضد المعروف، وهو كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرهه فهو منكر”.
مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
يقول العلامة سيف الدين الآمدي:” ما من أمة إلا وقد أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر كنهيهم عن الإلحاد وتكذيب أنبيائهم”، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنة الأمم جميعًا، هذا وقد تضافرت النصوص في الكتاب والسنة والإجماع على فرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشريعة الإسلامية، وفيما يلي ذكرٌ لبعض تلك النصوص:
الأدلة من الكتاب على مشروعية الاحتساب:
1- قوله تعالى: ?وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? [آل عمران:104]. قال الشوكاني:” وفي الآية دليلٌ على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
2- قوله تعالى: ?لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا? [النساء:114]، قال مجاهد:” هذه الآية عامة للناس يريد أنه لا خير فيما يتناجى فيه الناس ويخوضون فيه من الحديث إلا ما كان من أعمال البر”.
3- وقال عز وجل: ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ? [آل عمران:110]. قال ابن كثير:” فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا المدح”، كما قال قتادة:” بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس دعة فقرأ هذه الآية: ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ?، ثم قال: من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها”.
4- وقال عز وجل: ?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ? [المائدة:78-79]. قال الشوكاني:” من أخلّ بواجب النهي عن المنكر فقد عصى الله سبحانه وتعدى حدوده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم القواعد الإسلامية، وأجل الفرائض الشرعية، ولهذا كان تاركه شريكا لفاعل المعصية، ومستحقًا لغضب الله وانتقامه”.
5- وقال تعالى: ?فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ? [الأعراف:165] قال السعدي:”وهكذا سنةُ الله في عباده، أن العقوبة إذا نزلت نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر”.
6- وقال تعالى: ?الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ? [الحـج:41].
7- قوله تعالى: ?يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ? [لقمان:17].
الأدلة من السنة على مشروعية الاحتساب:
1- قوله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».
2- عن عبد الله بن جرير البجلي رضي الله عنه عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رَجُلٍ يَكُونُ في قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ على أَنْ يُغَيِّرُوا عليه فلا يُغَيِّرُوا إلا أَصَابَهُمْ الله بِعَذَابٍ من قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا».
3- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ ما دخل النَّقْصُ على بَنِي إِسْرَائِيلَ كان الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فيقول: يا هذا اتَّقِ اللَّهَ وَدَعْ ما تَصْنَعُ فإنه لَا يَحِلُّ لك، ثُمَّ يَلْقَاهُ من الْغَدِ فلا يَمْنَعُهُ ذلك أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ؛ فلما فَعَلُوا ذلك ضَرَبَ الله قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ قال:?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ? -إلى قَوْلِهِ- ?فَاسِقُونَ?، ثُمَّ قال: كَلَّا والله لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عن الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ على يَدَيْ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ على الْحَقِّ أَطْرًا، وَلَتَقْصُرُنَّهُ على الْحَقِّ قَصْرًا».
4- وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الناس إذا رَأَوْا الظَّالِمَ فلم يَأْخُذُوا على يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ الله بِعِقَابٍ».
5- وقال صلى الله عليه وسلم: «ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عن الْمُنْكَرِ، حتى إذا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كل ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ يَعْنِي بِنَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ، فإن من وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فيه مِثْلُ قَبْضٍ على الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ، قيل: يا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ منهم؟ قال: أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ».
6- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه على النصح لكل مسلم، وأن يقولوا بالحق أينما كانوا، ولا يخافون لومة لائم، ومن ذلك ما جاء عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال:« بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».
أقوال أهل العلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
أجمعت الأمة الإسلامية على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا تجد من العلماء المتقدمين أو المتأخرين ممن يُعتد به من لم يجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساسًا للدين، وفريضة من فرائض الإسلام، وفيما يلي بيان لأقوال بعض علماء الأمة في وجوبه:
1- قال ابن العربي:” الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين وعمدة من عمد المسلمين، وهو فرض على جميع الناس مثنى وفرادى بشرط القدرة عليه”.
2- وقال الضحاك:” الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضتان من فرائض الله تعالى كتبهما الله عز وجل”.
3- وقال الجصاص:” أكد الله تعالى فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضع من كتابه، وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخباره متواترة عنه فيه، وأجمع السلف وفقهاء الأمصار على وجوبه”.
4- وقال النووي في المنهاج:” ومن فروض الكفاية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. وقال أيضًا:” قد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة”.
5- وقال القرطبي:” إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانا واجبين في الأمم المتقدمة، وهما فائدة الرسالة وخلاف النبوة”.
6- وقال الماوردي:” أكد الله زواجره بإنكار المنكرين لها، فأوجب الأمر بالمعروف -الواجب- والنهي عن المنكر – الحرام”.
7- وقال ابن حزم:” اتفقت الأمة كلها على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف من أحد منها”.
بل إن من العلماء من جعله أصلا من الأصول التي بدونها لا يكون إيمان.
الحكمة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
شرع الله عز وجل الاحتساب لحكمة عظيمة، وهي دوره العظيم في إصلاح المجتمع، والتزامه بمنهاج الفلاح، وقدرته الفعالة على علاج أمراض المجتمع التي تنخر في جسد الأمة وتفسد عافيتها، كما أن له آثارًا عظيمةً في إصلاح الأفراد، تتعدى التأثير على الأمور الدنيوية فقط، حيث يمتد أثره إلى الآخرة أيضا، وفيما يلي بيانٌ لفوائد القيام بالاحتساب على المجتمع والفرد المحتسب، والأضرار الناتجة عن التقصير فيه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:” الأمر والنهي من لوازم وجود بني آدم، فمن لم يأمر بالمعروف الذي أمر الله به ورسوله، وينه عن المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله، ويُؤمر بالمعروف الذي أمر الله به ورسوله، ويُنهى عن المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله، وإلا فلا بد أن يأمر وينهى، ويُؤمر ويُنهى، إما بما يضاد ذلك، وإما بما يشترك فيه الحق الذي أنزله الله بالباطل الذي لم ينزله الله، وإذا اتخذ ذلك دينا: كان مبتدعا ضالا باطلا”.
آثار الاحتساب على المجتمع والفرد المحتسب:
تُقاس أهمية الاحتساب حسب الآثار المرجوة من القيام به، ويمكن إجمال هذه الأهمية بما قاله ابن العربي:” من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نصرة الدين بإقامة الحجة على المخالفين”. وتحت هذه المسألة فروع:
آثار الاحتساب على المجتمع:
من إطاعة أمر الله عز وجل وسنة رسوله في القيام به: فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات كما تبين مما سبق، قال تعالى: ?وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ? [الحـج:32]، قال السعدي:” معنى تعظيمها، إجلالها، والقيام بها، وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد،… فتعظيم شعائر الله، صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها، يبرهن على تقواه، وصحة إيمانه، لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله”.
تحقيق الخيرية للأمة:
قال تعالى: ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ? [آل عمران:110]، قال ابن عطية الأندلسي:”هذه الخيرية التي فرضها الله لهذه الأمة إنما يأخذ بحظه منها من عمل هذه الشروط، من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله”.
تحقيق صفات الإيمان:
الذين من أخص صفاتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? [التوبة:71].
نشر الفضيلة في المجتمع:
وحفظ أمنه واستقراره من خلال حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْقَائِمِ على حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فيها كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا إذا اسْتَقَوْا من الْمَاءِ مَرُّوا على من فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لو أَنَّا خَرَقْنَا في نَصِيبِنَا خَرْقًا ولم نُؤْذِ من فَوْقَنَا؛ فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أَرَادُوا هَلَكُوا جميعا، وَإِنْ أَخَذُوا على أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جميعا».
استجابة الله عز وجل للدعاء:
كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي !بيده لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عن الْمُنْكَرِ، أو لَيُوشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا منه ثُمَّ تَدْعُونَهُ فلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ».
آثار الاحتساب على الفرد:
إن آثار الاحتساب على الفرد تبلغ من الأهمية ما يدعو كل فرد للنيل منها بنصيب، ومنها:
الشرف الكبير للمحتسب:
فهو مما يميز الرجال، ويخلد به ذكرهم الحسن بين الناس بأنه من أهل الصلاح، ومن ذلك على سبيل المثال ما يلي:
قال صاحب تاريخ بغداد في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة:” كان فقيهًا صالحًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”.
وقال صاحب تاريخ بغداد في ترجمة شعيب بن حرب:” كان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وقال الذهبي فيما نقله في ترجمة أبو النظر هاشم بن قاسم الليثي:” كان من الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر”.
وقال فيما نقله في ترجمة عبد الرحمن بن منده:” كان والله آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر في الغدو والآصال ذاكرًا ولنفسه في المصالح قاهرًا”.
وقال ابن حجر فيما نقله في ترجمة في ترجمة أحمد بن نصر:” كان أحمد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”.
وقال فيما نقله في ترجمة العوام بن الحوشب:” كان صاحب أمر بالمعروف ونهي عن المنكر”.
وقال المزي في ترجمة شعيب بن حرب المدائني:” كان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المكفرات:
من فضل الله سبحانه وتعالى على عباده أن جعل لهم من الأعمال الصالحة ما يكون سببًا لتكفير الذنوب، كالصلاة والصوم والحج ونحوها، ومن هذه المكفرات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما في الصحيحين من حديث حذيفة رضي الله عنه قال:” كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ كَمَا قَالَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: أَنَا، قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، وَكَيْفَ؟ قَالَ: قَالَ قُلْتُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ» فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، إِنَّمَا أُرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا لَكَ وَلَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: أَفَيُكْسَرُ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ”.
تقوية الإيمان:
إن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدل على قوة إيمان الإنسان، وذلك أن هذا العمل فيه مواجهة لبعض الناس، ومخالفة لرغبات النفوس، ولذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل تغيير المنكر بالقلب الذي لا يظهر معه أمر ولا نهي أضعف الإيمان، لما في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
ومما يشير إلى موقف كثير من الناس من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما ورد في كلام لأويس القرني لرجل من مراد، قال فيه:” يا أخا مراد! إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقًا، والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداءً، ويجدون على ذلك من الفساق أعوانًا”.
نيل الأجر والثواب:
كما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا».
وروى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم».
وكذلك في قوله: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله».
النجاة من العذاب:
فإنه إذا وجد في المجتمع من يأخذ على أيدي العصاة؛ فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر يكون سببًا في نجاة هذه المجتمع من الهلاك العام الذي يشمل الصالح والطالح، كما يقول الله سبحانه وتعالى: ?وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ? [الأنفال:25].
وكما في صحيح البخاري من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم إذا كثر الخبث».
البراءة من الذنب المرتكب أمامه:
لما جاء عن هرس بن عميرة الكندي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عُمِلَتِ الخطيئةُ في الأرض، كان من شهدها وكرهها» – وفي رواية: «فأنكرها- كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضِيها، كان كمَن شَهِدَهَا».
الأضرار المترتبة على ترك الاحتساب:
قال الشيخ تقي الدين:” الصبر على أذى الخلق عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن لم يستعمل لزم أحد أمرين: إما تعطيل الأمر والنهي، وإما حصول فتنة ومفسدة أعظم من مفسدة ترك الأمر والنهي أو مثلها أو قريب منها، وكلاهما معصية وفساد”.
المشاركة في الإثم:
فترك الإنكار تعاون على الإثم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها –وقال: مرة أنكرها- كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها».
نزول العذاب على تارك الاحتساب:
عن قيس بن أبى حازم، قال: قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ? [المائدة:105]. وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه».
قال مالك بن دينار:” قرأت في التوراة: من كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه”.
وقال مسعر:” أمر ملك أن يخسف بقرية فقال: يا رب فيها فلان العابد! فأوحى الله تعالى إليه: أن به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في ساعة قط”.
ويروى عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال:” مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، وإلا كنتم أنتم الموعظات”، يعني: يوعظ بكم غيركم، لما يحل بكم من سخط الله ولعنته، بسبب ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
عدم استجابة الدعاء:
سبق بنا قريبا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، والذي فيه: «الْمُنْكَرِ أو لَيُوشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا منه ثُمَّ تَدْعُونَهُ فلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ»، والمعنى والله أعلم: أن أحد الأمرين واقع إما الأمر والنهي منكم، وإما إنزال العذاب من ربكم، ثم عدم استجابة الدعاء له في دفعه عنكم بحيث لا يجتمعان ولا يرتفعان؛ فإن كان الأمر والنهي لم يكن عذاب، وإن لم يكونا كان عذاب عظيم.
كثرة الخبث:
عن زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ يومًا من نومه فزعًا, وهو يقول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟! قَالَ: نَعَمْ. إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ».
إن المنكر إذا أعلن في مجتمع, ولم يجد من يقف في وجهه؛ فإن سوقه تقوم، ويصبح دليلًا على تمكن أهل المنكر وقوتهم, وذريعة لاقتداء الناس بهم، ولهذا توعدهم الله جل وعلا فقال: ?إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ? [النــور:19].
الاختلاف والتناحر:
إن من أنكى العقوبات التي تنزل بالمجتمع المهمل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يتحول المجتمع إلى فرق وشيع تتنازعها الأهواء؛ فيقع الاختلاف والتناحر: ?قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ? [الأنعام:65].
ولا يحمي المجتمع من التفرق والاختلاف إلا شريعة الله؛ لأنها تجمع الناس وتحكم الأهواء، وإن مما يدل على ارتباط التفرق والتناحر بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قول الله عز وجل: ?وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ? [آل عمران:104-105].
تسليط الأعداء:
فإن الله عز وجل قد يبتلي المجتمع التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن يسلط عليهم عدوًا خارجيًا، وقد مُني المسلمون في تاريخهم بنماذج من ذلك؛ لعل منها ما وقع للمسلمين في الأندلس؛ حيث تحولت عزتهم حتى صار ملوكهم وسادتهم ينادى عليهم في أسواق الرقيق، وهم يبكون وينوحون كما قال الشاعر:
فلو رأيت بكاهم عند بيعهم *** لهالك الوجد واستهوتك أحزان
الأزمات الاقتصادية:
قد تحل الأزمات الاقتصادية بالمجتمع المفرّط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فتتلاطم به أمواج الفقر، ولقد وصلت الأزمات ببعض المجتمعات الإسلامية إلى حال من الفقر يرثى لها حتى أصبح الفرد يكدح في سبيل الحصول على لقمة العيش فلا يجدها؛ مما قد يحوجه إلى ما في أيدي النصارى الذين يسخرون طاقاتهم لتنصير المسلمين؛ فيؤدي ذلك إلى وقوع المسلم في التنصير، خاصة أن انشغاله بلقمة العيش قد ينسيه كثيرًا من أمور دينه؛ مما يبعده عنه ويهوّنه عليه.
صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر:
1- إخلاص العمل لله تعالى:
قال تعالى: ?وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ? [البينة:5]. فيجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يخلص عمله لله تعالى، حتى يثاب عليه ويؤجر ويقبل منه، ويحذر من الرياء والسمعة ونحوهما مما يحبط العمل ويضر بصاحبه.
2- تربية النفس وإصلاحها:
فإذا كان الآمر صالحًا ومستقيمًا في نفسه فحرى أن يقبل قوله وتسمع كلمته، ويكون له تأثير على المجتمع، وهناك أمور تساهم في تربية النفس وإصلاحها بإذن الله فمنها: الصلوات والمحافظة على اسننها والصيام الفرض والنفل، ولصدقة، والمحافظة على تلاوة القرآن الكريم والذكر.
3- أن يكون عالمًا ورعًا:
ولا نقصد بذلك أن يكون محيطًا بجميع أحكام الإسلام العامة والخاصة، وإنما يكون عالمًا فيما يأمر به وينهى عنه، فلا يأمر إلا بما أر به الشارع ولا ينهى إلا عما نهى عنه الشارع، وأن يكون ورعًا حتى يكن لأمره ونهيه تأثير على الآخرين، ورعًا في أمره ونهيه وتعامله وأخذه ورده، ويسعى لإصلاح قلبه الذي هو منبع الورع وعليه يدور صلاح الأفعال والأقوال.
4- الرفق والحلم والعفو:
على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون هينا عطوفا رفيقا مشفقا على الناس مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم على ألا يكون ذلك مداهنة أو خوفًا أو استمالة للقلوب للوصول إلى عرض من أعراض الدنيا.
5- التريث والتثبت وعدم الاستعجال:
على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتثبت ويتحقق ويتأنى قبل إنكاره للمنكر؛ لأن المتأني في الغالب لا يندم على فعله بخلاف المتعجل فإنه سرعان ما يندم، ثم بعد ذلك يقوم بإنكار المنكر.
6- الصبر:
إن من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الصبر؛ لأنه لا بد أن يتعرض إلى أنواع من الإيذاء والابتلاء، قال تعالى في وصايا لقمان لابنه: ?يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ? [لقمان:17].
7- أن يكون حسن الخلق بعيدًا عن الغضب:
إذا كان الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مجبولًا على حسن الخلق فذاك فضل من الله تعالى، فما عليك إلا أن يستغل ما وهبه الله تعالى من حسن الخلق بإصلاح الناس والنهى عن الفساد، وإن لم يكن كذلك فعليه أن يكتسب حسن الخلق بأحواله، وعليه كذلك أن يجتنب الغضب، أو أن لا يكون سريع الغضب.
8- ألا يكون متتبعًا لعورات المسلمين بل يكون ساترًا لها:
فالآمر بالمعروف يجب أن يكون همه إصلاح الناس وليس تتبع عوراتهم وكشفها، وإصغاء الأذن لكل متكلم، وملاحقة الناس، والتنقيب عن زلاتهم وعثراتهم وعوراتهم، بل ما ظهر له أخذ به وما غاب عنه تركه، عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».
من أمر للمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله:
قال تعالى: ?أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ? [البقرة:44].
قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ? [الصف:2-3].
عن أبى زيد أسامة بن حارثة رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يؤتى برجل كان واليا فيلقى فى النار فتندلق أقتابه فيدور في النار كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر، قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه».
المصدر: موقع السكينة