فضل الحسبة وأهميتها
الحسبة هي: أمر بالمعروف إذا ظهر تركه ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله. كما يقول الإمام الماوردي والقاضي أبو يعلى.
وسميت بهذا الاسم لأن القائم بها لا يريد من وراء عمله إلا الأجر والثواب من الله عز وجل.
وهذه الشعيرة هي من أعظم شعائر الدين.. يقول أبو حامد الغزالي:” إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين “.
بل إن من صفة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه:” يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.. ” بل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات المؤمنين: ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ? [التوبة:71], حتى إن خيرية هذه الأمة مرتبطة بقيامها بهذه الشعيرة قال تعالى: ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ? [آل عمران:110]. يقول ابن عطية:” وهذه الخيرية التي فرضها الله لهذه الأمة إنما يأخذ بحظه منها من عمل بهذه الشروط.. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله “، ويؤكد هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد عن درة بنت أبي لهب رضي الله عنها أنها قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال:« يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم».
والقيام بهذا العمل العظيم من واجبات من مكنه الله في الأرض: ?الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ? [الحـج:41]، بل إنه من أقوى أسباب النصر والتمكين.
ولقد وفق الله قادة هذه البلاد -بلاد الحرمين- إلى النهج الصحيح حينما جعلوا هذه الشعيرة في مقدمة اهتماماتهم وأولوها من الرعاية والعناية ما تستحق، فأكرمهم الله بنصره وتمكينه لهم في الأرض. نسأل الله للجميع العون والتوفيق إنه سميع مجيب.