احتساب إبراهيم النخعي رحمه الله
(46 – 96 هـ = 666 – 815 م)
اسمه:
هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران، النخعي، من مذحج، من أكابر التابعين، من أهل الكوفة، مات مختفيًا من الحَجَّاج([1]).
مناقبه وفضله:
إبراهيم بن يزيد النخعي من أكابر التابعين صلاحًا، وصدق رواية، وحفظًا للحديث.
كان سعيد بن جبير يقول: “تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي؟”([2]).
وعن عبد الله بن أشعث بن سوار، قال: قلت للحسن: مات إبراهيم، فقال: “إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كان لقديم السن، لكثير العلم”([3]).
وعن إسماعيل بن أبي خالد، قال: “كان الشعبي وأبو الضحى وإبراهيم وأصحابنا يجتمعون في المسجد فيتذاكرون الحديث، فإذا جاءتهم فتيا ليس عندهم منها شيء رموا بأبصارهم إلى إبراهيم النخعي”([4]).
وعن الأعمش، قال: “ما عرضت على إبراهيم حديثًا قط إلا وجدت عنده منه شيئًا”([5]).
وعن المغيرة، قال: قال الشعبي حين بلغه موت إبراهيم: “هلك الرجل؟” قيل: نعم، قال: “لو قلت: أنعي العلم ما خلف بعده مثله، وسأخبركم عن ذلك، إنه نشأ في أهل بيت فقه، فأخذ فقههم، ثم جالسنا، فأخذ صفو حديثنا إلى فقه أهل بيته، فمن كان مثله، والعجب منه حين يفضل سعيد بن جبير على نفسه”([6]).
وعن أبي بكر عبد الله بن شعيب بن الحبحاب، قال: ” كنت فيمن صلى على إبراهيم النخعي رحمه الله ليلًا، ودُفن في زمن الحجاج، إما تاسع تسعة، وإما سابع سبعة، ثم أصبحت، فغدوت على الشعبي رحمه الله تعالى، فقال: دفنتم ذلك الرجل الليلة؟ قلت: نعم، قال: “دفنتم أفقه الناس” قلت: ومن الحسن؟ قال: “أفقه من الحسن، ومن أهل البصرة، ومن أهل الكوفة، وأهل الشام، وأهل الحجاز”([7]).
وعن الأعمش، قال: “ما رأيت إبراهيم يقول برأيه في شيء قط”([8]).
أدرك إبراهيم النخعي جماعة من الصحابة منهم: أبو سعيد الخدري، ومن أمهات المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله تعالى عنها فمن دونها من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
وأكثر روايته عن علماء التابعين: عن علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة السلماني، ويزيد بن معاوية النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد، وشريح بن الحارث، وزر بن حبيش، وعبيدة بن نضلة، وهني بن نويرة، وعابس بن ربيعة، وتميم بن حذلم، وسهم بن منجاب، وعبد الله بن ضرار الأسدي([9]).
عبادته:
عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم النخعي، أنه: “كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاث، فإذا دخلت العشر ختم في ليلتين، واغتسل كل ليلة”([10]).
وعن هنيدة امرأة إبراهيم النخعي: “أن إبراهيم كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا”([11]).
إخلاصه:
عن الأعمش، قال: “كان إبراهيم يتوقّى الشهرة، فكان لا يجلس إلى الأسطوانة، وكان إذا سئل عن مسألة لم يزد عن جواب مسألته، فأقول له في الشيء يسأل عنه: أليس فيه كذا وكذا؟ فيقول: “إنه لم يسألني عن هذا” وكان إبراهيم صيرفي الحديث، فكنت إذا سمعت الحديث من بعض أصحابنا عرضته عليه”([12]).
وعن الأعمش، قال: كنت عند إبراهيم، وهو يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه رجل، فغطّى المصحف، وقال: “لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة”([13]).
تواضعه:
عن محمد بن طلحة بن مصرف، قال أخبرني ميمون أبو حمزة، قال: قال إبراهيم النخعي” تكلمت ولو وجدت بدًّا لم أتكلم، وإن زمانًا أنا فيه فقيه لزمان سوء”([14]).
وعن سفيان، عن أبيه، عن إبراهيم، قال: سألته عن شيء فجعل يتعجب، يقول: “احتيج إلي، احتيج إلي”([15]).
عن أبي حمزة، عن إبراهيم، والحسن، قالا: “كفى بالمرء شرًّا أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا، إلا من عصم الله، التقوى ههنا، يومئ إلى صدره ثلاث مرات”([16]).
وعن أشعث بن سوار، قال: جلست إلى إبراهيم ما بين العصر إلى المغرب فلم يتكلم، فلما مات سمعت الحكم وحمَّادًا يقولان: قال إبراهيم، فأخبرتهما بجلوسي إليه فلم يتكلم، فقالا: “أما إنه لا يتكلم حتى يُسأل”([17]).
فراره من الفتن:
عن ابن عون، قال: ذكر إبراهيم أنه أُرسل إليه زمان المختار بن أبي عبيد، فطلى وجهه بطلاء، وشرب دواء، ولم يأتهم، فتركوه”([18]).
سيرته الاحتسابية
كان لإبراهيم بن يزيد النخعي رحمه الله سيرة احتسابية عظيمة، مليئة بالمواقف الكثيرة، نذكر طرفًا منها:
1- إنكاره على أهل الأهواء والرأي:
فعن الهجنع بن قيس، عن إبراهيم، قال: “لا تجالسوا أهل الأهواء”([19]).
وعن أبي معشر، عن إبراهيم، قال: “أصحاب الرأي أعداء أصحاب السنن”([20]).
وعن أبي حمزة الأعور، قال: لما كثرت المقالات بالكوفة أتيت إبراهيم النخعي فقلت: يا أبا عمران، أما ترى ما ظهر بالكوفة من المقالات؟
فقال: “أوه، دققوا قولًا، واخترعوا دينًا من قبل أنفسهم، ليس من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذا هو الحق، وما خالفه باطل، لقد تركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم، إياك وإياهم”([21]).
وعن أبي حمزة، عن إبراهيم، قال: “والله ما رأيت فيما أحدثوا مثقال حبة من خير” يعني أهل الأهواء والرأي والقياس([22]).
وقال إبراهيم النخعي: “إن المؤمن إذا امتنع من الشيطان قال: من أين آتيه؟ قال: بلى من قبل هواه”([23]).
2- إنكاره على الخشبية([24]):
عن إبراهيم، قال: “ولو كنت مستحل دم أحد من أهل القبلة لاستحللت دم الخشبية”([25]).
3- إنكاره على المرجئة:
عن الأعمش، قال: “ذُكرت عند إبراهيم المرجئة، فقال: والله لهم أبغض إلي من أهل الكتاب”([26]).
وقال إبراهيم النخعي: “لفتنتهم يعني المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة”([27]).
وقال إبراهيم النخعي: “تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري” يعني: الدين عندهم رقيق لدرجة أنه عري([28]).
4- إنكاره على من فضّل عليًّا على عثمان:
وعن عبد الله بن حكيم، قال: ذُكر عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما عند إبراهيم النخعي، قال: ففضّل رجل عليًّا على عثمان، فقال إبراهيم: “إن كان هذا رأيك فلا تجالسنا”([29]).
5- إنكاره على مغتاب:
عن الحارث العكلي، قال: كنتُ آخذًا بيد إبراهيم، فذكرت رجلًا فتنقصته، فلما دنونا من باب المسجد انتزع يده من يدي، وقال: “اذهب فتوضأ، قد كان يعدون هذا هجرًا”([30]).
6- إنكاره على اللهو في الجنازة:
عن محمد بن سوقة، قال: زعموا أن إبراهيم النخعي كان يقول: “كنا إذا حضرنا الجنازة، أو سمعنا بميت، عُرف فينا أيامًا؛ لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيَّره إلى الجنة أو إلى النار، قال: “وإنكم في جنائزكم تتحدثون بأحاديث دنياكم”([31]).
7- إنكاره على أمير حلوان:
عن واصل الأحدب، قال: رأى إبراهيم أمير حلوان يسير في زرع، فقال إبراهيم: “الجور في الطريق خير من الجور في الدين”([32]).
8- إنكاره على المبالغة في طلب الدنيا:
عن الأعمش: أن رجلًا أعطاه مالًا يخرج به إلى مائه يشتري به زعفرانًا، قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: “ما كانوا يطلبون الدنيا هذا الطلب”([33]).
9- إنكاره على جواب التميمي:
عن خلف بن حوشب، أن جوابًا التميمي كان يرتعد عند الذكر، فقال له إبراهيم: “إن كنت تملكه فما أبالي أن لا أعتد بك، وإن كنت لا تملكه فقد خالفت من هو خير منك”([34]).
10- إنكاره على القتال تحت راية الحجّاج:
عن الشيباني قال: “خرج على الناس بعثٌ زمن الحجاج، فخرج فيه إبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي، فقال إبراهيم النخعي: إلى من تدعوهم؟ إلى الحجاج”([35]).
11- إنكاره على ابن زياد:
قال إبراهيم النخعي: “ما رأينا رجلًا شرًّا من ابن زياد”([36]).
أقواله المأثورة
كان لإبراهيم بن يزيد النخعي رحمه الله الكثير من الأقوال المأثورة، نذكر طرفًا منها:
1- قال إبراهيم النخعي: “من كنَّى ذِميًّا، فقد هدم شُعْبَة من الإيمان”([37]).
2- وقال إبراهيم النخعي: “مَن فضَّل عليًّا على أبي بكر وعمر فقد أَزْرَى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار”([38]).
3- وقال إبراهيم النخعي: “كم بينكم وبين أقوام أَقبلت الدنيا عليهم فهربوا منها، وأدبرت عنكم فتبعتموها؟”([39]).
4- وقال إبراهيم النخعي: “لا يأمن الفتنة والاستدراج إلا مفتون”([40]).
5- وقال إبراهيم: قال عبد الله: “إني لأكره أن أرى القارئ سمينًا نَسيًّا للقرآن”([41]).
6- وعن مغيرة عن إبراهيم، قال: “كان أصحابنا يكرهون تفسير القرآن ويهابونه”([42]).
7- وعن فضيل بن عمرو، عن إبراهيم، قال: “إذا سألوك أمؤمن أنت؟ فقل: آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله”([43]).
8- وعن الأعمش، عن إبراهيم، قال: “كانوا يجلسون فيتذاكرون، فأطولهم سكوتًا، أفضلهم في أنفسهم”([44]).
9- وعن منصور، عن إبراهيم، قال: “كانوا يجلسون فيتذاكرون العلم، والخير، والفقه، ثم يفترقون، ولا يستغفرون بعضهم لبعض”([45]).
10- وعن منصور، عن إبراهيم، قال: “كانوا يقولون ويرجون إذا لقي الله الرجل المسلم وهو نقي الكف من الدم أن يتجاوز الله عنه، ويغفر له ما سوى ذلك من ذنوبه”([46]).
11- وعن مغيرة، عن إبراهيم، قال: “كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته، وإلى هديه، وإلى سمته”([47]).
12- وعن الأعمش، عن إبراهيم، قال: “إني لأسمع الحديث، فأنظر إلى ما يؤخذ به، فآخذ به وأدع سائره”([48]).
13- وعن أبي هاشم الرماني، عن إبراهيم، قال: “لا يستقيم رأي إلا برواية، ولا رواية إلا برأي”([49]).
14- وعن مغيرة، عن إبراهيم، قال: “من جلس مجلسًا ليجلس إليه فلا تجلسوا إليه”([50]).
15- وعن الأعمش، عن إبراهيم، قال: “يُكره أن يُقال: حانت الصلاة”([51]).
16- وعن الأعمش، عن إبراهيم، قال: “الكذب يفطر الصائم”([52]).
17- وعن محمد بن سوقة، عن إبراهيم، قال: “كانت تكون فيهم الجنازة فيظلون الأيام محزونين، يُعرف ذلك فيهم”([53]).
18- وعن منصور، عن إبراهيم، قال: “بينما رجل عابد عند امرأة، إذ عمد فضرب بيده إلى فخذها، قال: فأخذ بيده فوضعها في النار حتى نشفت”([54]).
19- وعن منصور، عن إبراهيم، قال: “لقيتني امرأة فأردت أن أصافحها فجعلت على يدي ثوبا، فكشفت قناعها، فإذا امرأة من الحي قد اكتهلت، فصافحتها وليس على يدي شيء”([55]).
20 – وعن مغيرة، عن إبراهيم، قال: “يسرى على القرآن ليلة فيرفع من أجواف الرجال، فيبعث الله ريحًا، فتقبض كل نفس مؤمنة، ثم يمكث الناس لا يصدقون الحديث، ولا يفترشون، يتسافدون تسافد الحمر”([56]).
21- عن ابن عون، عن إبراهيم، قال: “كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو من أحسن ما عنده من حديثه”([57]).
22- عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: “إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت، ينوي به الخير، فيلقي الله له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا ما أراد بكلامه إلا الخير، وإن الرجل ليتكلم الكلام الحسن لا يريد به الخير، فيلقي الله في قلوب الناس، حتى يقولوا: ما أراد بكلامه الخير”([58]).
23- عن منصور، عن إبراهيم، قال: “كان من كان قبلكم من أهل الميسرة خصبهم في بيوتهم، وكان في اللباس تجوز، فكانوا يبدؤون فيغلقون عليهم أبوابهم، قال: فإن كان فضلًا فعلى الأقارب، وإن كان فضلًا فعلى الجيران، وإن كان فضلًا فها هنا وها هنا، وكان يعجبهم أن يكون في بيوتهم التمر للزائرين والسائل”([59]).
24- وعن مغيرة، عن إبراهيم، قال: “كانوا يكرهون أن يصغروا المصحف” قال: وكان يقال: “عظموا كتاب الله”([60]).
25- وعن الأعمش، قال: سمعت إبراهيم، يقول: “كانوا يكرهون أن يسموا العبد عبد الله، يخافون أن يكون ذلك عتقًا، وكانوا يكرهون أن يظهروا صالح ما يسرون، يقول الرجل: إني لأستحي أن أفعل كذا وكذا، وأضع كذا وكذا، وكانوا يعطون الشيء، ويكرهون أن يقولوا: أعطيك أحتسب به الخير، أو يقولون: حر لوجه الله، وكانوا يعطون ويسكتون، ولا يقولون شيئًا” قال إبراهيم: “وإني لأرى الشيء أكرهه في نفسي، فما يمنعني أن أعيبه إلا كراهية أن أبتلى بمثله”([61]).
26- وعن منصور، عن إبراهيم، قال: “إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى، فاغسل يدك منه”([62]).
27- وعن منصور، عن إبراهيم، قال: “كانوا يستحسنون شدة النزع للسيئة قد عملها لتكفرها”([63]).
28- وعن مغيرة، عن إبراهيم، قال: “كانوا يكرهون التلون في الدين”([64]).
29- قال إبراهيم في قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [العنكبوت: 56]: “كانوا إذا ظهرت المعصية بأرض خرجوا منها”([65]).
30- وقال إبراهيم النخعي: “كانوا يكرهون البناء بالآجر، وأن يجعلوه في قبورهم”([66]).
31- وقال إبراهيم النخعي: “يكره للرجل أن يقول: لعمري، لأنه حلف بحياة نفسه”([67]).
32- وقال إبراهيم النخعي: “كانوا يكرهون أن ينتظروا الإمام قيامًا، ولكن قعودًا، ويقولون: ذلك السمود”([68]).
33- وقال إبراهيم النخعي: “كانت المرأة تؤمر إذا سجدت أن تلزق بطنها بفخذيها كيلا ترتفع عجزتها ولا تجافي كما يجافي الرجل”([69]).
34- وقال إبراهيم النَّخعي: “كانوا يكرهون أن يسألوا الله العافية بحضرة المبتلى”([70]).
35- وقال إبراهيم النخعي: “إنما أهلك الناس فضول الكلام، وفضول المال”([71]).
36- وعن إبراهيم النخعي قال: “كانوا إذا أذّن المؤذن بليل أتوه فقالوا: اتق الله، وأعد أذانك”([72]).
37- وعن ليث قال: “صلى مجاهد خلف إبراهيم النخعي، فلما أن سلم انحرف، فقال: ليست من السنة أن تقعد حتى تقوم، ثم تقعد بعد إن شاء الله”([73]).
38- وقال إبراهيم النخعي: “كان يقال: شَتْم أبي بكر وعمر من الكبائر”([74]).
39- وقال إبراهيم النخعي: “لو لم يغسلوا([75]) إلا الظفر ما جاوزناه، كفى إزراء على قوم أن تخالف أعمالهم”([76]).
آراؤه الاحتسابية
كان لإبراهيم بن يزيد النخعي رحمه الله الكثير من الآراء والاجتهادات الاحتسابية، نذكر طرفًا منها:
1- عن مغيرة، قال: “كان رجل على حال حسنة فأحدث، أو أذنب ذنبًا فرفضه أصحابه ونبذوه، فبلغ إبراهيم ذلك، فقال: “تداركوه وعظوه، ولا تدعوه”([77]).
2- وقال إِبراهيم النخعي في مخالطة العصاة: “إنّ الرجل ليجلس فيتكلم بالكلمة، فيرضي الله بها، فتصيبُه الرحمة فتعمُّ من حوله، وإِن الرجل ليجلس في المجلس، فيتكلم بالكلمة، فيسخط الله بها، فيصيبه السّخط، فيعمّ من حوله”([78]).
3- وقال إبراهيم النخعي: “كانوا يَكرهون للمؤمنين أن يُذِلّوا أنفُسَهم، فيجترئَ عليهم الفُسّاق، فإذا قَدَروا عَفَوْا”([79]).
4- وقال إبراهيم النخعي لسليمان الأعمش وأراد أن يماشيه: “إن الناس إذا رأونا معًا قالوا: أعور وأعمش، قال: ما عليك أن يأثموا ونؤجر، قال: ما عليك أن يسلموا ونسلم”([80]).
5- وقال إبراهيم النخعي: “يقام الحد على الكبير، وليس على الصغير من شيء، يعني أنه يقطع الكبير في سرقة الصغير”([81]).
6- وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: “رأيت إبراهيم النخعي يكلم رجلًا، والإمام يخطب يوم الجمعة زمن الحجاج”([82]).
7- وقال إبراهيم النخعي: “إني لأكره القصص لثلاث آيات، قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ} [البقرة: 44] الآية، وقوله: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2] وقوله: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88]”([83]).
(([1] انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (4/ 520) وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء (4/ 219) والمعارف (1/ 463) والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (7/ 20) والأعلام للزركلي (1/ 80) وغيرها.