احتساب الإمام مالِك بن أنس رحمه الله
(93 – 179 هـ = 712 – 795 م)
اسمه ونشأته:
هو مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري، أبو عبد الله، إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تُنسب المالكية، مولده ووفاته في المدينة([1]).
مكانته وثناء العلماء عليه:
قال قتيبة بن سعيد: ما رأيتُ مثل هؤلاء الأشراف الأربعة: مالك بن أنس، والليث بن سعد، وعباد بن عباد المهلبي، وعبد الوهاب الثقفي([2]).
وقال ابن وهب: لولا أنَّ الله استنقذنا بمالك والليث لضللنا([3]).
وقال عنه أبو نعيم: “فمنهم إمام الحرمين، المشهور في البلدين الحجاز والعراقين، المستفيض مذهبه في المغربين والمشرقين، مالك بن أنس -رضي الله تعالى عنه-، كان أحد النبلاء، وأكمل العقلاء، ورث حديث الرسول، ونشر في أمته علم الأحكام والأصول، تحقق بالتقوى فابتلي بالبلوى”([4]).
وقال محمد بن الربيع: سمعتُ الشافعي، يقول: لولا مالك، وسفيان لذهب علم الحجاز([5]).
وعن نعيم بن حماد قال: سمعتُ عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد آمن على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مالك بن أنس([6]).
وقال ابن أويس: كان الناس كلهم يصدرون عن رأي مالك ابن أنس، وكان للأمير عنده رجل يسأله، وهكذا القاضي، والمحتسب([7]).
وقال يحيى بن سعيد القطان: ما أقدم على مالك في زمانه أحداً([8]).
وقال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة.
وقال: ما رأيتُ أحداً أعقل من مالك([9]).
وقال الشافعي: إذا ذُكر العلماء فمالك النجم([10]).
علمه، ومنزلته فيه:
لا شك أنَّ للإمام مالك منزلة عظيمة في العلم، فهو إمام دار الهجرة، كما أُطلق عليه، وهو فقيه المدينة في وقته، بلا منازع، وعالمها الأشهر، الذي قيل عنه: لا يُفتى ومالك في المدينة.
وهو إمامٌ في الحديث أيضاً، له كتاب الموطأ المشهور، افتتن بسبب فتوى له في قتال البغاة، أقام في المدينة، وكان يعظم ما جرى عليه عمل أهل المدينة في الفقه، وأكثر من رحل إليه للعلم المصريون، والمغربيون، فكان هذا سبب انتشار مذهبه في تلك البقاع.
قال السيوطي: روى عن نافع، ومحمد بن المنكدر، وجعفر الصادق، وحميد الطويل، وخلقٌ،
وعنه: الشافعي، وخلائق، جمعهم الخطيب في مجلد، وقال ابن المديني: له نحو ألف حديث،
وقال عبد الله بن أحمد: قلتُ لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء، وقال البخاري: أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر([11]).
وقال سعيد بن منصور: رأيتُ مالكاً يطوف، وخلفه سفيان الثوري يتعلم منه، كما يتعلم الصبي من معلمه، كلما فعل مالك شيئاً فعله سفيان يقتدي به، وقال ابن عيينة: ما نحن ومالك؟ إنما كنا نتبع آثار مالك، فإن أخذ عن الشيخ أخذنا عنه([12]).
وعن المفضل بن محمد الجندي قال: سمعتُ أبا مصعب، يقول: سمعتُ مالك بن أنس، يقول: ما أفتيتُ حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك([13]).
وقال الذهبي: قلتُ: كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، زيد بن ثابت، وعائشة، ثم ابن عمر، ثم سعيد بن المسيب، ثم الزهري، ثم عبيد الله بن عمر، ثم مالك.
وعن ابن عيينة قال: مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه([14]).
وقال خلف: دخلتُ على مالك، فقال لي: انظر ما ترى تحت مصلاي أو حصيري فنظرتُ فإذا أنا بكتاب، فقال: اقرأه، فإذا فيه رؤيا رآها له بعض إخوانه، فقال: رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام في مسجده، قد اجتمع الناس عليه، فقال لهم: إني قد خبأتُ لكم تحت منبري طيباً، أو علماً، وأمرتُ مالكاً أن يفرقه على الناس، فانصرف الناس وهم يقولون: إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم بكى، فقمتُ عنه([15]).
وروي عن الأوزاعي: أنه كان إذا ذكر مالكاً، يقول: عالم العلماء، ومفتي الحرمين.
وعن بقية قال: ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنة ماضية منك يا مالك.
وقال أبو يوسف: ما رأيتُ أعلم من أبي حنيفة، ومالك، وابن أبي ليلى.
وذكر أحمد بن حنبل مالكاً، فقدمه على الأوزاعي، والثوري، والليث، وحماد، والحكم في العلم([16]).
وسمع منه الخليفة الرشيد الموطأ، وقال عنه، كما رواه عنه النضر بن شميل، قال: “سمعتُ هارون الرشيد يقول: ما رأيتُ في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل”([17]).
وكان محدثاً متحرٍ في الرواية، متثبتاً في النقل، ومما يدل على ذلك:
ما جاء عن حبيب بن زريق قال: قلتُ لمالك بن أنس: لم تكتب عن صالح مولى التوأمة وحزام بن عثمان، وعمر مولى غفرة؟ قال: أدركتُ سبعين تابعياً في هذا المسجد ما أخذتُ العلم إلا عن الثقات المأمونين([18]).
سيرته الاحتسابية
كان الإمامُ مالك -رحمه الله- آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، فعالاً للخير، قوالاً للحق، صلباً في دينه، بعيداً عن الأمراء والملوك، وله مواقف احتسابية عظيمة، نذكر طرفاً منها:
1- إنكاره على هارون الرشيد:
قال مطرف وابن نافع وغيرهما، وبعضهم يزيد على بعض: لما قدم هارون المدينة وجَّه إلى مالك، البرمكيَ، وقال له: قل له: احمل لي الكتاب الذي صنفته، حتى أسمعه منك، فوجد من ذلك مالك، واغتم، وقال للبرمكي: اقرئه السلام، وقل له: العلم يُزار ولا يزور، وإن العلم يُؤتى ولا يأتي، فرجع البرمكي إلى هارون فأخبره بذلك، فغضب، وأشار عامة أصحاب مالك أن يأتي هارون، وقال البرمكي للرشيد: يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك فخالفك، أعزم عليه حتى يأتيك، فإذا بمالك قد دخل، فسلَّم، وليس معه كتاب، فقال له هارون في ذلك، فقال مالك: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى بعث إلينا محمداً -صلى الله عليه وسلم-، وأمر بطاعته، واتباع سنته، وأنْ نرعاه حياً وميتاً، وقد جعلك في هذا الموضع، لعلمك، فلا تكن أول من ضيع العلم، فيضيعك الله، الله لقد رأيتُ من ليس هو في حسبك ولا نسبك من الموالي وغيرهم يعز هذا العلم ويجله، ويوقر حملته، فأنت أحرى أن تجل علم ابن عمك، ولم يزل يعدد عليه، حتى بكى([19]).
2- إنكاره على المهدي:
يروى أنَّ المهدي أراد أن يغير ما صنعه الحجاج في الكعبة، وأن يردها إلى ما صنع ابن الزبير، فنهاه عن ذلك الإمام مالك بن أنس -رحمه الله-، وقال له: نشدتك الله لا تجعل بيت الله ملعبة للملوك، لا يشأ أحد منهم أن يغيره إلا غيره، فتذهب هيبته من قلوب الناس.
وكأنَّ مالك لحظ في ذلك كون درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وهي قاعدة مشهورة معتمدة([20]).
وفي البداية والنهاية: “ثم لما كان في زمن المهدي بن المنصور، استشار الإمام مالك بن أنس، في ردها على الصفة التي بناها ابن الزبير، فقال له: إني أخشى أن يتخذها الملوك لعبة -يعني كلما جاء ملك بناها على الصفة التي يريد- فاستقر الأمر على ما هي عليه اليوم”([21]).
3- إنكاره على الرشيد طلبه مجلساً خاصاً لولديه في العلم:
فقد كان الرشيد سأل مالكاً -رحمه الله- أن يجعل له ولولديه الأمين والمأمون مجلساً خاصاً لإسماع مصنفه، فقال له ما معناه: إنها سنة ابن عمك -صلى الله عليه وسلم-، وغيرك من سترها، ومثلك من نشرها([22]).
قلتُ: ومثله امتناع البخاري من ذلك.
كما قال أبو بكر بن أبي عمرو البخاري: كان سبب منافرة البخاري أنَّ خالد بن أحمد خليفة الظاهرية ببخارى سأله أن يحضر منزله فيقرأ الجامع، والتاريخ على أولاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلساً خاصاً لهم، فامتنع، وقال: لا أخص أحداً([23]).
4- إنكاره على المهدي حمل الناس على مذهبٍ واحد:
عن العباس بن الوليد قال: حدثني إبراهيم بن حماد الزهري المديني، قال سمعتُ مالكاً يقول: قال لي المهدى: يا أبا عبد الله ضع كتاباً أحملُ الأمة عليه، قال: يا أمير المؤمنين، أما هذا الصقع -وأشار إلى المغرب فقد كفيتكه- وأما الشام ففيهم الذي قد علمته -يعني الأوزاعي-، وأما أهل العراق فهم أهل العراق.
وعن محمد بن عمر قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول: لما حج أبو جعفر المنصور، دعاني فدخلتُ عليه، فحادثته، وسألني فأجبته، فقال: إني قد عزمتُ أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعتها -يعني الموطأ- فتنسخ نسخاً، ثم أبعثُ إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، لا يتعدونه إلى غيره، ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث، فإني رأيتُ أصل العلم رواية أهل المدينة، وعلمهم، قال: فقلتُ يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا، فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم، وعملوا به، ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم، وإنَّ ردهم عما قد اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم، فقال: لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرتُ به([24]).
عن أبي زرعة الدمشقي قال: سمعتُ أبا مسهر، يقول: سأل المأمون مالك بن أنس هل لك دار؟ فقال: لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وقال: اشتر لك بها داراً، قال: ثم أراد المأمون الشخوص وقال لمالك: تعال معنا فإني عزمت أن أحمل الناس على الموطأ، كما حمل عثمان الناس على القرآن، فقال له: ما لك إلى ذلك سبيل، وذلك أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- افترقوا بعده في الأمصار، فحدثوا، فعند كل أهل مصر علم، ولا سبيل إلى الخروج معك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون))([25]) وقال: ((المدينة تنفي خبثها))([26])، وهذه دنانيركم، فإن شئتم فخذوه، وإن شئتم فدعوه([27]).
عن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعتُ مالك بن أنس، يقول: شاورني هارون الرشيد في ثلاث في أن يعلق الموطأ في الكعبة، ويحمل الناس على ما فيه، وفي أن ينقض منبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويجعله من جوهر وذهب وفضة، وفي أن يقدم نافع بن أبي نعيم إماماً يصلي في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلتُ: يا أمير المؤمنين أما تعليق الموطأ في الكعبة، فإن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اختلفوا في الفروع، وتفرقوا في الآفاق، وكل عند نفسه مصيب، وأما نقض منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتخاذك إياه من جوهر وذهب وفضة، فلا أرى أن تحرم الناس أثر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأما تقدمتك نافعاً إماماً يصلي بالناس في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن نافعاً إمام في القراءة، ولا يؤمن أن تندر منه نادرة في المحراب، فتحفظ عليه، قال: وفقك الله يا أبا عبد الله([28]).
وفي البداية والنهاية: لما دخل المدينة -أي الرشيد- وسع المسجد النبوي، وكان فيه مقصورة فأزالها، وأراد أن ينقص من المنبر ما كان زاده معاوية بن أبي سفيان، فقال له مالك: إنه يخشى أن ينكسر خشبه العتيق إذا زعزع، فتركه([29]).
وفي تاريخ المدينة لابن شبة: وقدم المهدي حاجاً في سنة إحدى وستين ومائة، فقال لمالك بن أنس: إني أريد أن أعيد منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حاله التي كان عليها فقال له مالك: إنه من طرفاء، وقد سمر إلى هذه العيدان وشد، فمتى نزعته خفت أن يتهافت ويهلك، فلا أرى أن تغيره، فانصرف رأي المهدي عن تغييره([30]).
5- إنكاره على مؤذن المدينة:
عن ابن القاسم عن مالك أنه قال: “التثويب بدعة, ولست أراه”.
وعن محمد بن وضاح قال: ثوب المؤذن بالمدينة في زمان مالك, فأرسل إليه مالك, فجاءه, فقال له مالك: ما هذا الذي تفعل؟ قال: أردتُ أن يعرف الناس طلوع الفجر، فيقوموا، فقال له مالك: لا تفعل، لا تحدث في بلدنا شيئاً لم يكن فيه، قد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا البلد عشر سنين، وأبو بكر وعمر وعثمان، فلم يفعلوا هذا, فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه، فكف المؤذن عن ذلك، وأقام زماناً, ثم إنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر , فأرسل إليه مالك، فقال له: ما هذا الذي تفعل؟ قال أردتُ أن يعرف الناس طلوع الفجر، فقال له مالك: ألم أنهك ألا تحدث عندنا ما لم يكن؟ فقال: إنما نهيتني عن التثويب, فقال له مالك: لا تفعل, لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه، فكف أيضاً زماناً, ثم جعل يضرب الأبواب, فأرسل مالك إليه، فقال له: ما هذا الذي تفعل؟ قال: أردتُ أن يعرف الناس طلوع الفجر, فقال له مالك: لا تفعل, لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه، قال ابن وضاح: وكان مالك يكره التثويب.
قال ابن وضاح: وإنما أحدث هذا بالعراق، قلتُ لابن وضاح: من أول من أحدثه؟ فقال: لا أدري, قلنا له: فهل يعمل به بمكة أو بالمدينة أو بمصر أو غيرها من الأمصار؟ فقال: ما سمعته إلا عند بعض الكوفيين والأباضيين, وكان بعضهم يثوب عند المغرب, كان يؤذن إذا غابت الشمس, ثم يؤخر الصلاة حتى تظهر النجوم ثم يثوب, وبعضهم يؤذن إذا غابت الحمرة، ويؤخر الصلاة حتى يغيب البياض ويصلي, وبعضهم يؤذن إذا زالت الشمس، ويؤخر الصلاة، ثم يثوب ويصلي, وكان وكيع هو يفعل ذلك عند صلاة العشاء([31]).
6- إنكاره على من اعترض عليه قلة الفتوى:
عن ابن مهدي قال: سأل رجل مالكاً عن مسألة، فقال: لا أحسنها، فقال الرجل: إني ضربتُ إليك من كذا وكذا لأسألك عنها، فقال له مالك: فإذا رجعتَ إلى مكانك وموضعك فأخبرهم أني قد قلتُ لك: إني لا أحسنها([32]).
7- إنكاره على أهل الأهواء:
عن أبي ثور، قال: سمعتُ الشافعي، يقول: كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه([33]).
وقال إسحاق بن عيسى: رأيتُ رجلاً من أهل المغرب جاء مالك بن أنس، فقال: إن الأهواء كثرت قبلنا، فجعلت على نفسي أن آتيك إن إنا رأيتك آخذ بما تأمرني به، فوصف له مالك شرائع الإسلام الصلاة والزكاة والحج والصوم، ثم قال: خذ بها، ولا تخاصم أحداً، قال ابن وهب وغير واحد: سُئل مالك عن أهل القدر أيكف عن كلامهم؟ قال: نعم، إذا كان عارفاً بما هو عليه، قال: ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر؟ ويخبرهم بخلافهم ولا يواضع القول، ولا يصلي عليهم، ولا تشهد جنائزهم، ولا أرى أن يناكحوا، زاد في رواية غيره: قال الله: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} [البقرة (221)].
قال في رواية أشهب: ولا يصلى خلفهم، ولا يحمل عليهم الحديث، وإن وافيتوهم في ثغر فاخرجوهم منه([34]).
8- إنكاره على الجدل وأهل والتقلُّب في الدين:
قال إسحاق بن عيسى: قال مالك بن أنس: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل -عليه السلام- على محمد -صلى الله عليه وسلم- لجدله([35]).
وقال معن: انصرف مالك يوماً إلى المسجد وهو متكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له: أبو الجويرة، يُتهم بالأرجاء، فقال: يا أبا عبد الله اسمع مني شيئاً أعلمك به، وأحاجك، وأخبرك برأي، فقال: احذر أن أشهد عليك، قال: والله ما أريد إلا الحق، اسمع، فإن كان صواباً فقل إنه، أو فتكلم، قال: فإن غلبتني، قال: اتبعني، قال: فإن غلبتك، قال: أتبعك، قال: فإن جاء رجل فكلمناه فغلبنا، قال اتبعناه، فقال له مالك: يا عبد الله بعث الله محمداً بدين واحد، وأراك تنتقل([36]).
9- إنكاره على من يقول القرآن مخلوق:
عن يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي -وكان من ثقات المسلمين وعبادهم- قال: كنتُ عند مالك بن أنس، ودخل عليه رجل، فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاماً سمعته، فقال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول([37]).
10- إنكاره على من يتنطع في السؤال:
عن جعفر بن عبد الله، قال: كنا عند مالك بن أنس، فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعود في يده، حتى علاه الرحضاء -يعني العرق-، ثم رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة، وأمر به فأُخرج([38]).
11- إنكاره على بعض المبتدعة:
عن أبي حفص قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة (22- 23)] قوم يقولون إلى ثوابه، قال مالك: كذبوا، فأين هم عن قول الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين (15)]([39]).
12- إنكاره على القدرية:
عن سعيد بن عبد الجبار قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا، يعني: القدرية([40]).
وعن مروان بن محمد قال: سُئل مالك بن أنس عن تزويج القدري، فقرأ: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة (221)]([41]).
13- إنكاره على معترض على قول الله ورسوله:
عن عثمان بن صالح، وأحمد بن سعيد الدارمي، قالا: ثنا عثمان قال: جاء رجل إلى مالك وسأله عن مسألة، قال: فقال له: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، فقال الرجل: أرأيتَ؟ قال مالك: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور (63)]([42]).
14- إنكاره على أهل الرأي:
عن الحنيني، قال: قال مالك بن أنس: إياكم وأصحاب الرأي، فإنهم أعداء أهل السنة([43]).
15- إنكاره على مُحدِّثٍ:
عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي يقول -وذكر رجل لمالك بن أنس حديثاً- فقال له مالك: من حدثك؟ فذكر له إسناداً منقطعاً، فقال له مالك: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه عن نوح([44]).
16- إنكاره على من يتنقص الصحابة:
عن سوار بن عبد الله العنبري، قال: ثنا أبي، قال: قال مالك بن أنس: من تنقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في فيء المسلمين، ثم تلا قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} [الحشر (7)] حتى أتى قوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر (10)] الآية، فمن تنقصهم، أو كان في قلبه عليهم غل فليس له في الفيء حق([45]).
عن إسحاق بن أحمد، ثنا رسته أبو عروة -رجل من ولد الزبير- قال: كنا عند مالك فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقرأ مالك هذه الآية: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّار} [الفتح (29)] حتى بلغ: {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح (29)] فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد أصابته الآية([46]).
وقال الإمام مالك: “إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين”([47]).
17- إنكاره على من لم يحسن أدب العلم:
عن ابن أبي مريم قال: ثنا خالد -يعني ابن نزار- قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم([48]).
18- إنكاره على يفسر القرآن دون علم:
عن أحمد -هو ابن هاشم، قال: ثنا ضمرة، قال: سمعتُ مالكاً، يقول: لو كان لي سلطان على من يفسر القرآن لضربت رأسه([49]).
19- إنكاره على من أساء في الفهم:
عن سوار بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: قال رجل لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله إني أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أسلم على أحد معه، فقال له مالك -رحمه الله-: اجلس, فجلس، فقال: تشهد, فتشهد، حتى قال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, فقال مالك: هما من عباد الله الصالحين, فسلم عليهما يعني أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-([50]).
20- إنكاره على من يكذب:
عن عبد الرحمن بن عبد الحكم، عن أبيه، قال كان فتى عند مالك بن أنس، فقال كان لأبي بغلة إذا جاء وقت الصلاة دقت الباب بحافرها، فقال له مالك فأبوك إذن لا يحتاج إلى ديك([51]).
21- إنكاره على من يترك التحديث في رمضان:
كان الحنيني إذا دخل شهر رمضان ترك سماع الحديث، فقال له مالك: يا أبا يعقوب، لم تترك سماع الحديث في رمضان؟ إن كان فيه شيء يكره، فهو في غير رمضان يكره، فقال له الحنيني: يا أبا عبد الله شهر أحب أن أتفرغ لنفسي، وكان مالك يعظمه ويكرمه([52]).
22- إنكاره على طالب علم:
قال أبو العرب: حدثنا محمد بن الحسن البغدادي، قال: سألتُ هشام بن عمار من أين قلت: حدثني مالك بن أنس وإنما كان يقرأ عليه صحبه، وقل من يقول من أصحابه: حدثني عن مالك؟ قال: نعم كان يقرأ عليه حبيب، فلما أن فرغ حبيب، قلت له: حدثني، فقال له مالك: أعرابي أنت؟ أو لم تسمع؟ فقلتُ له: سمعتُ يقرأ عليك فلم تقل: حدثنا، قال: فأمر السودان الوقوف على رأسه، فحملوني وضربوني ثماني عشرة درة، فبكيت، فلما رآني أبكي حدثني ثمانية عشر حديثاً، وسألته عن اثنتي عشرة مسألة، فمن ههنا قلت: حدثني مالك بن أنس([53]).
23- إنكاره على من يحلف بالطلاق:
عن موسى بن ربيعة قال: كنتُ عند مالك بن أنس فأتاه سندي، فقال له: يا أبا عبد الله إني حلفت بالطلاق في كذا وكذا، فقال له مالك: إياك أن تحلف بالطلاق مرة أخرى…([54])
24- إنكاره على الشطرنج:
عن مخلد بن خداش قال: سأل رجل مالك بن أنس عن اللعب بالشطرنج، فقال له مالك: أمن الحق هو؟ قال: لا، قال: فما بعد الحق إلا الضلال([55]).
25- إنكاره على رجل:
عن عبد الله ابن وهب قال: سمعتُ مالكاً وقال له عبد الرحمن بن القاسم: يا أبا عبد الله ليس بعد أهل المدينة أحد أعلم بالبيوع من أهل مصر، فقال مالك: ومن أين علموا ذلك؟ قال: منك يا أبا عبد الله، فقال له مالك: ما أعلمها أنا، فكيف يعلمونها بي؟([56])
26- إنكاره على تقبيل يد الخليفة:
عن عبد الله بن وهب قال: سمعته يقول -يعني مالكاً-: دخلتُ على أبي جعفر، فرأيتُ غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاث، ورزقني الله العافية من ذلك، فلم أقبل له يداً([57]).
27- إنكاره على من يخالف عمل أهل المدينة:
قال خالد بن نزار: زار مسلم بن خالد الدارنجي مالكاً، فقال له مالك: يا مسلم، ما هذه الأشياء التي تبلغني عنكم، تخالفون فيها أهل المدينة؟ قال: يا أبا عبد الله أصلحك الله، إني قد جمعتُ أشياء أريد أن أسألك عنها، قال مالك: هات، أما أني أحب أن يرشدكم الله، ولكني أكره أن خالفوا أهل المدينة إلى غيرهم([58]).
28- إنكاره على بعض الرواة الوضاعين:
عن عبد الحميد بن الوليد عن عبد الرحمن بن القاسم قال: سألتُ مالكاً عن ابن سمعان فقال: كذاب([59]).
29- إنكاره على من يأخذ عن المتروكين:
عن عبد العزيز الأويسي قال: لما خرج إسماعيل بن أبي أويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة -من المتروكين- وبلغ مالكاً، هجره أربعين يوماً، قال أبو محمد -ابن أبي حاتم-: هجره لأنه لم يرضه([60]).
30- إنكاره على من يتعنت في السؤال:
عن إسماعيل بن بِنْت السُّدّيّ قال: كنتُ فِي مجلس مالك، فَسُئِلَ عن فريضةٍ، فأجاب بقول زيد، فقلت: ما قال فيها علي وابن مَسْعُود؟ فأومأ إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟ قال: اطلبوه برفق، فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟ قلتُ: كوفي، قال: فأين خلفتَ الأدب؟ قلتُ: إنما ذاكرتك لأستفيد، فقال: إن علياً وعبد الله لا يُنْكَر فضلُهُما، وأهل بلدنا على قول زَيْدُ بْن ثابت، وإذا كنتَ بين قومٍ فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تكره([61]).
أقواله وآراؤه الاحتسابية
لقد كان الإمامُ مالك مدرسة في الحسبة والاحتساب، فقد نُقلت عنه آراء كثيرة، وأقوال عظيمة في الحسبة، من ذلك:
1- عن عبد المتعال بن صالح من أصحاب مالك قال: قيل لمالك بن أنس: أنك تدخل على السلطان، وهم يظلمون ويجورون، قال: يرحمك الله فأين التكلم بالحق؟([62]).
2- عن عبد الله بن نافع، قال: سمعتُ مالكاً، يقول: لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعد أن لا يشرك بالله، ثم تخلى من هذه الأهواء والبدع -وذكر كلاماً- دخل الجنة([63]).
3- قال الإمام مالك -رحمه الله-: وينبغي للناس أن يأمروا بطاعة الله، فإن عصوا كانوا شهوداً على من عصاه([64]).
4- قال الإمام مالك -رحمه الله-: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء، ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر.
قال مالك: ومن هذا الذي ليس فيه شيء؟([65]).
5- عن أصبغ بن الفرج قال: أخبرني وهب، قال: سُئل مالك عن أهل القدر: أيكف عن كلامهم وخصومتهم أفضل؟ قال: نعم، إذا كان عارفاً بما هو عليه، قال: ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ويخبرهم بخلافهم، ولا يواضعوا القول، ولا يُصلى خلفهم، قال مالك: ولا أرى أن ينكحوا([66]).
6- قال مالك: يأمر الولد والديه بالمعروف، وينهاهما عن المنكر، ويخفض لهما في ذلك جناح الذل من الرحمة([67]).
7- قيل لإمام مالك: الرجل يعمل أعمالاً سيئة أيأمره الرجل بالمعروف وهو يظن أنه لا يطيعه وهو ممن لا يخافه كالجار والأخ؟ قال: ما بذلك بأس، ومن الناس من يرفق به فيطيع، قال اللَّه سبحانه: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه (44)].
قيل له: أيأمر الرجل الوالي أو غيره بالمعروف وينهاه عن المنكر؟ قال: إن رجا أن يطيعه فليفعل، قيل: فإن لم يرجُ هل هو من تركه في سعة؟ قال: لا أدري([68]).
مروياته الاحتسابية
للإمام مالك -رحمه الله- مرويات كثيرة تتعلق بالحسبة والاحتساب، منها:
1- عن مالك، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على الباب، فلم يدخله، فعرفتُ في وجهه الكراهية، فقلتُ: يا رسول الله أتوبُ إلى الله، وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- ماذا أذنبتُ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما بال هذه النمرقة؟)) قلتُ: اشتريتها لك لتقعد عليها، وتوسدها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم)) وقال: ((إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة))([69]).
2- عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى بصاقاً في جدار القبلة، فحكه، ثم أقبل على الناس، فقال: ((إذا كان أحدكم يصلي، فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى))([70]).
3- عن ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن إسماعيل بن أبي حكيم، أنه أخبره أنه كان سمع عمر بن عبد العزيز يقول: كان يقال: إن الله تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً استحقوا كلهم العقوبة([71]).
4- روى الإمام مالك عن نافع أن صفية بنت أبي عبيد أخبرته أن أبا بكر الصديق أتى برجل قد وقع على جارية بكر فأحبلها، ثم اعترف على نفسه بالزنا، ولم يكن أحصن، فأمر به أبو بكر فجلد الحد، ثم نفى إلى فدك([72]).
5- عن مالك، عن نافع، أنه بلغه أن عبد الله بن عمر رأى رجلاً صلى ركعتين، ثم اضطجع، فقال له عبد الله بن عمر: ما حملك على هذا؟ فقال: أردتُ أن أفصل بين صلاتي، فقال عبد الله بن عمر: وأي فصل أفضل من السلام([73]).
6- عن مالك، عن نافع، أنه سمع أسلم , مولى عمر بن الخطاب يحدث عبد الله بن عمر؛ أن عمر بن الخطاب رأى على طلحة بن عبيد الله ثوباً مصبوغاً، وهو محرم، فقال عمر: ما هذا الثوب المصبوغ يا طلحة؟ فقال طلحة: يا أمير المؤمنين، إنما هو مدر، فقال عمر: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس، فلو أن رجلاً جاهلاً رأى هذا الثوب، لقال: إن طلحة بن عبيد الله قد كان يلبس الثياب المصبغة في الإحرام، فلا تلبسوا أيها الرهط شيئاً من هذه الثياب المصبغة([74]).
([1]) انظر: سير أعلام النبلاء (7/ 167) وطبقات الحفاظ للسيوطي (ص: 96) والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (9/ 42) والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (2/ 96) والأعلام للزركلي (5/ 257-258) وغيرها.
(([9] سير أعلام النبلاء (7/ 167) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 118) والكامل في ضعفاء الرجال (1/ 150) وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 168) وتذكرة الحفاظ، طبقات الحفاظ للذهبي (1/167) وتاريخ الإسلام (11/ 96).
([25]) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة (3/ 21-1875) ومسلم في الحج، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار (2/ 1005-1381).
([26]) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة، في باب المدينة تنفي الخبث (3/ 22-1883) ومسلم في كتاب الحج في باب المدينة تنفي شرارها (2/ 1006-1383).
(([32] موطأ مالك ت الأعظمي (1/ 259-27) والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (9/ 43)
وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء (6/ 323).
([69]) أخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء (3/ 63-2105) ومسلم في اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان (3/ 1669-2107).
([70]) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب حك البزاق باليد من المسجد (1/ 90-406) ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب النهي عن البصاق في المسجد (1/ 388-547).