احتساب الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
(3 – 50 هـ = 624 – 670 م)
اسمه:
هو الحسن بن علي بن أبي طالب، الهاشمي، القرشي، أبو محمد، وُلد في المدينة المنورة، وأمه فاطمة الزهراء، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكبر أولادها، وأولهم([1]).
وبنو الحسن هم: الحسن، وزيد، وطلحة، والقاسم، وأبو بكر، وعبد الله، قُتلوا بكربلاء مع عمهم الشهيد، وعمرو، وعبد الرحمن، والحسين، ومحمد، ويعقوب، وإسماعيل، فهؤلاء الذكور من أولاد السيد الحسن.
ولم يعقب منهم سوى الرجلين الأولين؛ الحسن، وزيد.
فلحسن خمسة أولاد أعقبوا، ولزيد ابن وهو الحسن بن زيد، فلا عقب له إلا منه، وَلي إمرة المدينة، وهو والد السِّتِّ نفيسة، والقاسم، وإسماعيل، وعبد الله، وإبراهيم، وزيد، وإسحاق، وعلي رضي الله عنهم”([2]).
مناقبه وفضله:
كان الحسن رضي الله عنه عاقلًا حليمًا، محبًّا للخير، فصيحًا من أحسن الناس منطقًا، وبديهة، حج عشرين حجة ماشيًا، بايعه أهل العراق بالخلافة، بعد مقتل أبيه سنة (40ه) وأشاروا عليه بالمسير إلى الشام لمحاربة معاوية بن أبي سفيان، فأطاعهم، وزحف بمن معه، وبلغ معاوية خبره، فقصده بجيشه.
وتقارب الجيشان في موضع يقال له (مسكن) بناحية من الأنبار، فهال الحسن أن يقتتل المسلمون، ولم يستشعر الثقة بمن معه، فكتب إلى معاوية يشترط شروطًا للصلح، ورضي معاوية، فخلع الحسن نفسه من الخلافة، وسلم الأمر لمعاوية في بيت المقدس سنة (41 هـ)، وسُمِّى هذا العام (عام الجماعة) لاجتماع كلمة المسلمين فيه، وانصرف الحسن إلى المدينة، حيث أقام إلى أن توفي مسمومًا (في قول بعضهم) ومدة خلافته ستة أشهر، وخمسة أيام، وولد له أحد عشر ابنًا وبنت واحدة، وإليه نسبة الحسنيين كافة، وكان نقش خاتمه: (الله أكبر، وبه أستعين).
“حفظ الحسن عن جده أحاديث، وعن أبيه وأمه.
وحدث عنه: ابنه؛ الحسن بن الحسن، وسويد بن غفلة، وأبو الحوراء السعدي، والشعبي، وهبيرة بن يريم، وأصبغ بن نباتة، والمسيب بن نجبة.
وكان الحسن يشبه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن بريد بن أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء: قلت للحسن: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة، فجعلتها في فيّ، فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها، فجعلها في التمر.
فقيل: يا رسول الله! وما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي؟
قال: “إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة”.
قال: وكان يقول: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة”.
وكان يعلمنا هذا الدعاء: “اللهم اهدني فيمن هديت…” الحديث“([3]).
ومن مناقبه: ما جاء في البخاري قال صلى الله عليه وسلم: “إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”([4]).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”([5]).
وقال عنه الذهبي: “وقد كان هذا الإمام سيدًا، وسيمًا، جميلًا، عاقلًا، رزينًا، جوادًا، ممدحًا، خيرًّا، ديّنًا، ورعًا، محتشمًا، كبير الشأن، وكان منكاحًا، مطلاقًا، تزوج نحوًا من سبعين امرأة، وقلما كان يفارقه أربع ضرائر”([6]).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: “ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيًا، ولقد حج الحسن بن علي خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وإن النجائب لتقاد معه، ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى إنه يعطي الخف، ويمسك النعل”([7]).
سيرته الاحتسابية
كان للحسن بن علي رضي الله عنهما، سيرة احتسابية حافلة، كثيرة المواقف الاحتسابية، نذكر منها:
1- إنكاره على الشيعة:
عن عمرو بن الأصم: قلت للحسن: إن الشيعة تزعم أن عليًّا مبعوث قبل يوم القيامة.
قال: كذبوا والله، ما هؤلاء بالشيعة، لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه، ولا اقتسمنا ماله“([8]).
2- إنكاره على أهل العراق:
وعن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه: أن أهل العراق لما بايعوا الحسن، قالوا له: سر إلى هؤلاء الذين عصوا الله ورسوله، وارتكبوا العظائم، فسار إلى أهل الشام، وأقبل معاوية، حتى نزل جسر منبج، فبينا الحسن بالمدائن، إذ نادى مناد في عسكره: ألا إن قيس بن سعد قد قتل.
فشد الناس على حجرة الحسن، فنهبوها حتى انتهبت بسطه، وأخذوا رداءه، وطعنه رجل من بني أسد في ظهره، بخنجر مسموم في أليته، فتحول، ونزل قصر كسرى الأبيض.
وقال: عليكم لعنة الله من أهل قرية، قد علمت أن لا خير فيكم، قتلتم أبي بالأمس، واليوم تفعلون بي هذا”([9]).
وكان يقول في شيعة العراق -الذين كاتبوه ووعدوه بالنصر، ثم تفرقوا عنه وأسلموه إلى أعدائه-: “اللهم إن أهل العراق غرّوني، وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا، اللهم شتت عليهم أمرهم وأحصهم عددًا”([10]).
وعن يزيد بن الأصم، قال: خرجت مع الحسن، وجارية تَحُتُّ شيئًا من الحناء عن أظفاره، فجاءته إضبارة من كتب، فقال: يا جارية هات المِخْضَب، فصَبّ فيه ماء، وألقى الكتب في الماء، فلم يفتح منها شيئًا، ولم ينظر إليه، فقلت: يا أبا محمد، ممن هذه الكتب؟
قال: “من أهل العراق، من قوم لا يرجعون إلى حق، ولا يقصرون عن باطل، أما إني لست أخشاهم على نفسي، ولكني أخشاهم على ذلك، وأشار إلى الحسين”([11]).
3- إنكاره على رجل:
رُوي أن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه رأى رجلًا ركب دابة، فقال: سبحان الذي سخر لنا هذا.
فقال له: ما بهذا أمرت، أمرت أن تقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، الحمد لله الذي منّ علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، ثم تقول: سبحان الذي سخر لنا هذا”([12]).
4- دفاعه عن عثمان:
كان الحسن رضي الله عنه مبادرًا إلى نصرة عثمان، كثير الذب عنه”([13]).
وعن محمد بن حاطب، قال: ذكروا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال الحسن بن علي: إني مخبركم قال: فجاء علي رضي الله عنه فقال: كان عثمان رضي الله عنه من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين”([14]).
وعن محمد بن حاطب، قالوا: ذكروا عثمان بن عفان، فقال الحسن بن علي: “الآن يجيء أمير المؤمنين، قال: فجاء علي، فقال علي: “كان عثمان من الذين {آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93]([15]).
5- إنكاره على عمرو بن العاص:
قال عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي لمعاوية: إن الحسن بن علي رضي الله عنهما رجل عيي، فقال معاوية رضي الله عنه: لا تقولا ذلك؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تفل في فيه، ومن تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيه، فليس بعيي.
فقال الحسن بن علي رضي الله عنه:
“أما أنت يا عمرو فإنه تنازع فيك رجلان، فانظر أيهما أبوك، وأما أنت يا أبا الأعور، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن رعلًا وذكوان وعمرو بن سفيان”([16]).
6- إنكاره على مروان:
عن رزيق بن سوار، قال: كان بين الحسن ومروان كلام، فأغلظ مروان له، وحسن ساكت، فامتخط مروان بيمينه.
فقال الحسن: ويحك! أما علمت أن اليمين للوجه، والشمال للفرج؟ أف لك!
فسكت مروان([17]).
7- إنكاره على أخيه:
عن عبيد الله بن مرداس، عن أبيه، عن الحسن بن محمد بن الحنفية، قال:
جعل الحسن يوعز للحسين: يا أخي؛ إياك أن تسفك دمًا، فإن الناس سراع إلى الفتنة([18]).
8- إنكاره على معاوية بن حُدَيج:
حجَّ معاويةُ بن حُدَيج، فمرَّ بالمدينة، فقال الحسنُ بنُ علي رضي الله عنه: عليَّ بِه، فلمَّا دخلَ عليه قال: أنتَ السابُّ لأمير المؤمنين عند ابن آكِلَةِ الأكباد؟
فقال: ما فعلت.
فقال: واللهِ لئن لقِيتَه -وما إخالُك تَلْقَاه- لَتَجِدَنَّه قائمًا على حوض محمد صلى الله عليه وسلم يَذُودُ عنه المنافقين بيده، حدَّثني به الصادق المصدوق، وقد خابَ من افْتَرَى”([19]).
وعند الطبراني: عن أبي كبير، قال: كنت جالسًا عند الحسن بن علي رضي الله عنه، فجاءه رجل، فقال: لقد سب عند معاوية عليًا رضي الله عنهما سبًّا قبيحًا رجل يقال له معاوية يعني ابن حديج تعرفه؟ قال: نعم. قال: إذا رأيته فائتني به، قال: فرآه عند دار عمرو بن حريث، فأراه إياه، قال: أنت معاوية بن حديج؟ فسكت فلم يجبه ثلاثًا، ثم قال: “أنت السباب عليًّا عند ابن آكلة الأكباد، أما لئن وردت عليه الحوض، وما أراك ترده، لتجدنه مشمرًا حاسرًا ذراعيه، يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تذاد غريبة الإبل عن صاحبها، قول الصادق المصدوق أبي القاسم صلى الله عليه وسلم”([20]).
9- إنكاره على امرأته:
عن سويد بن غفلة قال: كانت الخثعمية تحت الحسن بن علي رضي الله عنهما، فلما أن قتل علي رضي الله عنه بويع الحسن بن علي دخل عليها الحسن بن علي، فقالت له: لتهنك الخلافة.
فقال الحسن بن علي: “أظهرت الشماتة بقتل عليٍّ أنت طالق ثلاثًا” فتلففت في ثوبها، وقالت: والله ما أردت هذا، فمكثت حتى انقضت عدتها، وتحولت، فبعث إليها الحسن بن علي بقية من صداقها، وبمتعة عشرين ألف درهم، فلما جاءها الرسول، ورأت المال قالت: متاع قليل، من حبيب مفارق، فأخبر الرسول الحسن بن علي رضي الله عنه، فبكى، وقال: لولا أني سمعت أبي يحدث عن جدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من طلق امرأته ثلاثاً لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره” لراجعتها”([21]).
10- إنكاره على القيام للجنازة:
عن جعفر وهو ابن محمد، عن أبيه، قال: كان الحسن بن علي جالسًا في نفر، فمُرّ عليه بجنازة، فقام الناس حين طلعت.
فقال الحسن بن علي: “إنه مر بجنازة يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم، على طريقها فقام حين طلعت كراهية أن تعلو على رأسه”([22]).
وفي إتحاف المهرة: “أنه مر بهم جنازة، فقام القوم ولم يقم، فقال الحسن بن علي ما صنعتم؟ إنما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تأذيًا بريح اليهودي”.
وعن محمد بن سيرين، قال: نُبئت أن جنازة مرت على الحسن بن علي، وابن عباس، فقام الحسن، وقعد ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: ألم تر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة، فقام، فقال ابن عباس: بلى وقد جلس”([23]).
وعن ابن سيرين: أن جنازة مرت بالحسن، وابن عباس، فقام الحسن، ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: “قام، وقعد”([24]).
11- إنكاره على أبيه:
وعن قيس بن عباد قال: قال علي يوم الجمل: يا حسن، ليت أباك مات منذ عشرين سنة، فقال له: يا أبت قد كنت أنهاك عن هذا!
قال: يا بني لم أر أن الأمر يبلغ هذا”([25]).
12- إنكاره على أهل الكوفة:
عن هلال بن يساف، قال: سمعت الحسن بن علي وهو يخطب، وهو يقول:
يا أهل الكوفة، اتقوا الله فينا، فإنا أمراؤكم، وأنا أضيافكم، ونحن أهل البيت الذين قال الله: {إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب (33)] قال: فما رأيت يومًا قط أكثر باكيًا من يومئذٍ”([26]).
أقواله الاحتسابية
كان للحسن بن علي رضي الله عنهما، كثير من الأقوال، والاجتهادات، والمرويات الاحتسابية، منها:
1- عن محمد بن الحسن، قال: لما نزل القوم بالحسين، وأيقن أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيبًا، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: “قد نزل من الأمر ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، وانشمرت، حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون الحق لا يعمل به، والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا جرمًا”([27]).
2- وعن الشعبي، قال: شهدت الحسن بن علي حين صالحه معاوية بالنخيلة، فقال معاوية: قم فأخبر الناس أنك تركت هذا الأمر وسلمته إليّ، فقام الحسن، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: “أما بعد: فإن أكيس الكيس التُّقى، وأحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية، إما أن يكون حق امرئ فهو أحق به مني، وإما أن يكون حقًّا هو لي، فقد تركته إرادة إصلاح الأمة، وحقن دمائها، وإن أدري لعله فتنة لكم، ومتاع إلى حين”([28]).
3- وعن عامر، أن الحسن بن علي أُتِى برجلين قَتلا ثلاثة، وقد جُرح الرجلان، فقال الحسن بن علي: “على الرجلين دية الثلاثة، ويرفع عنهما جراحة الرجلين”([29]).
4- وعن أبي سعيد: أن أبا رافع أتى الحسن بن علي، وهو يصلي عاقصًا رأسه، فحله، فأرسله، فقال الحسن: ما حملك على هذا؟
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يصلي الرجل عاقصًا رأسه”([30]).
6- وعن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: قدمت المدينة، فقال الحسن بن علي: “كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله، وحقن دماء المسلمين”([31]).
7- وعن عاصم بن ضمرة، قال: كنتُ أسير مع الحسن بن علي، على شاطئ الفرات؛ وذلك بعد العصر، ونحن صيام، قال: وماء الفرات يجري على رضراض([32])، والماء صاف ونحن عطاش، فقال الحسن بن علي: “لو كان معي مئزر لدخلت الماء”.
قلت: إزاري أعطيكه.
قال: فما تلبس أنت؟
قلت: أدخل كما أنا، قال: فذاك الذي أكره” إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن للماء عوامر من الملائكة، كعوامر البيوت، استحيوهم، وهابوهم، وأكرموهم، إذا دخلتم عليهم الماء فلا تدخلوا إلا بمئزر”([33]).
8- قال المبرد: قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة.
فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له، لم يتمن شيئًا.
وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء”([34]).
9- وروي أنه لما احتضر قال: يا أخي إياك أن تستشرف لهذا الأمر، فإن أباك استشرف لهذا الأمر، فصرفه الله عنه، ووليها أبو بكر، ثم استشرف لها فصرفت عنه إلى عمر، ثم لم يشك وقت الشورى أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما مات عثمان بويع، ثم نوزع حتى جرد السيف، فما صفت له، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة والخلافة، فلا أعرفن ما استخفك سفهاء الكوفة، فأخرجوك”([35]).
([1]) انظر ترجمته في: الإصابة في تمييز الصحابة (2/ 60)، وسير أعلام النبلاء (3/ 245)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 168)، وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 35)، والأعلام للزركلي (2/ 199) وغيرها.
([4]) صحيح البخاري في كتاب الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما (3/ 186-2704).