احتسب على نفسك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن أول مسؤوليات الإنسان هي مسؤوليته عن نفسه، ومن ثم فحري به أن يعنى بتربيتها وإصلاحها، وأمرها بالمعروف، وأطرها عليه، ونهيها عن المنكر، وإبعادها عنه؛ لأن النفس أمارة بالسوء، ناهية عن الخير، فهي أعظم خطراً من غيرها؛ لأنها ملازمة لصاحبها، متصلة به، لا تفارقه، فهي تأمره من داخله، وتحول بينه وبين الخير، فلا فكاك له منها.
وقد وصف ابن القيم -رحمه الله- النفس وصفاً بليغاً حيث قال: “إن في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل، وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع.
غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك، فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند، ولا تصلح سلعته لعقد: ?إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ? [التوبة:111] فما اشترى إلا سلعة هذبها الإيمان، فخرجت من طبعها إلى بلد سكانه التائبون العابدون، سلم المبيع قبل أن يتلف في يدك، فلا يقبله المشتري، قد علم المشتري بعيب السلعة قبل أن يشتريها، فسلمها ولك الأمان من الرد، قدر السلعة يعرف بقدر مشتريها، والثمن المبذول فيه، والمنادي عليها، فإذا كان المشتري عظيماً، والثمن خطيراً، والمنادي جليلاً، كانت السلعة نفيسة”(1).
وقال -رحمه الله-: “إن النفس حجاب بين العبد وبين الله، وأنه لا يصل إلى الله حتى يقطع هذا الحجاب… فالنفس جبل عظيم، شاق في طريق السير إلى الله -عز وجل- وكل سائر لا طريق له إلا على ذلك الجبل، فلا بد أن ينتهي إليه، ولكن منهم من هو شاق عليه، ومنهم من هو سهل عليه، وإنه ليسير لمن يسره الله عليه، وفي ذلك الجبل أودية وشعاب وعقبات ووهود، وشوك وعوسج، وعليق وشرق، ولصوص يقطعون الطريق على السائرين، لا سيما أهل الليل المدلجين، فإذا لم يكن معهم عُدَد الإيمان، ومصابيح اليقين تتقد بزيت الإخبات، وإلا تعلقت بهم تلك الموانع، وتشبثت بهم تلك القواطع، وحالت بينهم وبين السير، فإن أكثر السائرين فيه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا عن قطعه، واقتحام عقباته، والشيطان على قُلَّة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه، ويخوفهم منه، فيتفق مشقة الصعود، وقعود ذلك المخوف على قتله، وضعف عزيمة السائر ونيته، فيتولد من ذلك الانقطاع والرجوع، والمعصوم من عصمة الله، وكلما رقِيَ السائرُ في ذلك اشتد صياح القاطع وتحذيره وتخويفه، فإذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أماناً، وحينئذٍ يسهل السير، وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها، ويرى طريقاً واسعاً آمناً يفضي به إلى المنازل والمناهل، وعليه الأعلام، وفيه الإقامات قد أعدت لركب الرحمن، فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة وعزيمة، وصبر ساعة، وشجاعة نفس، وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم”(2).
ووصفها في مكان آخر بالجهل والظلم، وأنها منبع كل شر، ومأوى كل سوء، وأن العبد لا خلاص له من شرها إلا باللجوء إلى خالقها، يقول: “ويفيده نظره إليها -أي يفيد الإنسان نظره إلى النفس الأمارة بالسوء- أموراً منها: أن يعرف أنها جاهلة ظالمة، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وعمل قبيح، ومن وصفه الجهل والظلم لا مطمع في استقامته واعتداله ألبتة، فيوجب له ذلك بذل الجهد في العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل، والعمل الصالح الذي يخرجها عن وصف الظلم، ومع هذا فجهلها أكثر من علمها، وظلمها أعظم من عدلها، فحقيق بمن هذا شأنه أن يرغب إلى خالقها، وفاطرها أن يقيها شرها، وأن يؤتيها تقواها، ويزكيها فهو خير من زكاها، فإنه ربها ومولاها، وألا يكله إليها طرفة عين، فإنه إن وكل إليها هلك، فما هلك من هلك إلا حيث وُكِلَ إلى نفسه… فمن عرف حقيقة نفسه، وما طبعت عليه، علم أنها منبع كل شر، ومأوى كل سوء، وأن كل خير فيها، ففضل من الله من به عليها، لم يكن منها، كما قال تعالى: ?وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا? [النور:21] وقال تعالى: ?وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ? [الحجرات:7] فهذا الحب، وهذه الكراهة لم يكونا في النفس ولا بها، ولكن هو الله الذي منّ بهما”(3).
وقال -رحمه الله-: “وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن، ولا بد لها من شيء تطحنه، فإن وضع فيها حب طحنته، وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته، فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى، ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط، بل لا بد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حباً، يخرج دقيقاً، ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصىً وتبناً ونحو ذلك، فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه”(4).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عنها: “فالنفس مشحونة بحب العلو والرياسة، فتجد أحدهم يوالي من يوافقه على هواه، ويعادي من يخالفه في هواه، وإنما معبوده ما يهواه ويريده، قال تعالى: ?أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا? [الفرقان:43]”(5).
وقال -رحمه الله-: “ولهذا يبقى الإنسان عند شهوته وهواه أسيراً لذلك، مقهوراً تحت سلطان الهوى أعظم من قهر كل قاهر -أي من المخلوقين- فإن هذا القاهر الهوائي القاهر للعبد هو صفة قائمة بنفسه، لا يمكنه مفارقته ألبتة، بخلاف كل قاهر ينفصل عن الإنسان، فإنه يمكنه مفارقته مع بقاء نفسه على حالها، وهذا إنما يفارقه بتغير صفة نفسه”(6).
ويصف خطر هواها على صاحبه، وأنه لا يثبت على حال واحدة، بل إن ما يزعم أنه حق يدعو إليه ينقلب عنده باطلاً يعارضه ويحاربه، وما يزعم أنه باطل يدعو إلى تركه، ويظهر قبحه، ينقلب عنده حقاً يدعو إليه، ويحارب من يكره، يقول -رحمه الله-: “والناس هنا ثلاثة أقسام: قوم لا يقومون إلا في أهواء أنفسهم، فلا يرضون إلا بما يُعْطَونه، ولا يغصبون إلا لما يحرمونه، فإذا أعطي أحدهم ما يشتهيه من الشهوات الحلال والحرام زال غضبه، وحصل رضاه، وصار الأمر الذي كان عنده منكراً، ينهى عنه، ويعاقِب عليه، ويَذُم صاحبَه، ويغضب عليه مرضياً، وصار فاعلاً له، وشريكاً فيه، ومعاوناً عليه، ومعادياً لمن نهى عنه، وينكر عليه، وهذا غالب في بني آدم”(7).
وقد بين القرآن، وبينت السنة صفة النفس، وغوائلها، وأغوارها الإنسانية، والتواءاتها، وتمردها على الأمر والنهي، والإنسان يجهل من نفسه أكثر مما يعلم منها، والله -عز وجل- الخالق الخبير هو وحده الذي يعلم أغوار النفس الإنسانية وطبيعتها ومشاكلها، قال تعالى: ?ألا يعلمُ من خَلَقَ وهو اللطيفُ الخبيرُ? [الملك:14].
ومن المعيب أن يأمر الإنسان غيره بالمعروف ولا يأتمر، وينهاه عن المنكر ولا ينتهي؛ فالأولى به أولاً أمر نفسه، ونهيها، ودعوتها إلى الخير، وتحذيرها من الشر، حتى يكون لأمره ونهيه للغير قبولاً، ولدعوته تأثيراً؛ ولعل الخلل الذي نجده من عدم استماع للنصيحة، والنفور من الحق، وضعف الآمرين والناهين، يرجع إلى هذا؛ ولذا جاءت نصوص كثيرة تحذر من مخالفة الفعل للقول؛ يقول الله تعالى: ?أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ? [البقرة:44].
ففي قوله: ?أَتَأْمُرُونَ? الاستفهام هنا للإنكار، يعني: كيف تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟! فلا تفعلونه وأنتم تتلون الكتاب وتعرفون البر من غير البر، ?أَفَلا تَعْقِلُونَ? وهذا الاستفهام للتوبيخ؛ يقول لهم: كيف يقع منكم هذا الشيء؟ أين عقولكم لو كنتم صادقين؟! وهذا مثل رجل يأمر الناس بترك الربا، ولكنه يتعامل به، أو يفعل ما هو أعظم منه فهو يقول للناس مثلاً: لا تأخذوا الربا في معاملات البنوك، ثم يذهب هو فيأخذ الربا بالحيلة والمكر والخداع، ولم يعلم أن ما وقع هو فيه من الحيلة والمكر والخداع أكبر ذنباً، وأعظم إثماً، ممن أتى الأمر على وجهه، وكذلك أيضاً رجل يأمر الناس بالصلاة، ولكنه هو نفسه لا يصلي! فيكيف يكون هذا؟ كيف تأمر بالصلاة وترى أنها معروف ثم لا تصلي؟! هل هذا من العقل؟! ليس من العقل فضلاً أن يكون من الدين فهو مخالف للعقل، وسفه في الدين؛ ولهذا قال أيوب السختياني-رحمه الله- في أهل الحيل والمكر: “أنهم يخادعون الله كما يخادعون الصبيان، لو أنهم أتوا الأمر على وجهه لكان أهون”(8).
وقال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ? [الصف:2-3].
خاطبهم بالإيمان؛ لأن مقتضى الإيمان ألا يفعل الإنسان هذا، وألا يقول ما لا يفعل، ثم وبخهم بقوله: ?لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ? ثم بيّن أن هذا الفعل مكروه عند الله، مبغضٌ عنده أشد البعض، فقال: ?كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ? والمقت كما قال العلماء: هو أشد البغض، فالله تعالى يبغض الرجل الذي هذه حاله؛ يقول ما لا يفعل، ويبين الله -عز وجل- لعباده أن ذلك مما يبغضه من أجل أن يبتعدوا عنه؛ لأن المؤمن حقاً يبتعد عما نهى الله عنه.
وقال تعالى إخباراً عن شعيب -صلى الله عليه وسلم-: ?وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ? [هود:88] يعني: أنه يقول لقومه: لا يمكن أن أنهاكم عن الشرك، وأنهاكم عن نقص المكيال والميزان وأنا أفعله، لا يمكن أبداً؛ لأن الرسل -عليهم السلام- هم أنصح الخلق للخلق، وهم أشد الناس تعظيماً لله، وامتثالاً لأمره، واجتناباً لنهيه، فلا يمكن أن يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه فيفعله، وفي هذا دليلٌ على أن الإنسان الذي يفعل ما ينهى عنه، أو يترك ما أمر به مخالف لطريقة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-؛ لأنهم لا يمكن أن يخالفوا الناس إلى ما ينهونهم عنه”(9).
فتغلظ عقوبة من أمر بمعروف، أو نهي عن منكر وخالف قوله فعله؛ لأن مَن هذه حالة لا يكون صادقاً في أمره ونهيه؛ لأنه لو كان صادقاً في أمره، معتقداً أن ما أمر به معروف وأنه نافع؛ لكان هو أول من يفعله لو كان عاقلاً، وكذلك لو نهى عن منكر وهو يعتقد أنه ضار، وأن فعله إثم؛ لكان أول من يتركه لو كان عاقلاً، فإذا أمر بمعروف ولم يفعله، أو نهى عن منكر وفعله علم أن قوله هذا ليس مبنياً على عقيدة والعياذ بالله.
ومما جاء في التحذير من ذلك من السنة ما رواه البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد بن حارثة -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تك تأمرُ بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه»(10).
فالواجب على المرء أن يبدأ بنفسه فيأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر؛ لأن أعظم الناس حقاً عليك -بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم- نفسك، وصدق القائل:
ابدأ بنفسٍك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويقتدى *** بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله *** عارٌ عليك إذا فعلت عظيم(11).
وفي هذا الحديث التحذير الشديد من الرجل الذي يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه، يقول: «يؤتى بالرجل يوم القيامة» أي: تأتي به الملائكة، «فيلقى في النار إلقاءً» لا يدخلها برفق، ولكنه يلقى فيها كما يلقى الحجر في اليم، «وتندلق أقتاب بطنه»، يعني: أمعاءه، فالأقتاب: جمع قتب، وهو المعو، ومعنى تندلق: تخرج من بطنه من شدة الإلقاء والعياذ بالله.
«فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى» وهذا التشبيه للتقبيح، شبهه بالحمار الذي يدور على الرحى، وصفة ذلك: أنه في المطاحن القديمة قبل أن توجد هذه المعدات الجديدة، كان يُجعل حجران كبيران وينقشان فيما بينهما، أي: ينقران، ويوضع للأعلى منها فتحة تدخل منها الحبوب، وفيها خشبة تربط بمتن الحمار، ثم يستدير على الرحى، وفي استدارته تطحن الرحى، فهذا الرجل الذي يلقى في النار يدور على أمعائه -والعياذ بالله- كما يدور الحمار على رجاه.
فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون له: ما لك؟ أي: شيء جاء بك إلى هنا، وأنت تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟! فيقول مقراً على نفسه: «كنت آمر بالمعروف ولا آتيه» يقول للناس: صلوا ولا يصلي، ويقول لهم: زكوا أموالكم ولا يزكي، ويقول: بروا الوالدين ولا يبر والديه، وهكذا يأمر بالمعروف، ولكنه لا يأتيه.
«وأنهى عن المنكر وآتيه» يقول للناس: لا تغتابوا الناس، لا تأكلوا الربا، لا تغشوا في البيع، لا تسيئوا العشرة، لا تسيئوا الجيرة، وما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة التي ينهى عنها، ولكنه يأتيها والعياذ بالله، يبيع بالربا، ويغش، ويسيء العشرة، ويسئ إلى الجيران وغير ذلك، فهو بذلك يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه -نسأل الله العافية- فيعذب هذا العذاب، ويخزى هذا الخزي.
فالواجب على المرء أن يبدأ بنفسه فيأمرها بالمعروف، وينهاها عن المنكر؛ ابدأ بها ثم حاول نصح إخوانك، وأمرهم بالمعروف، وانههم عن المنكر لتكون صالحاً مصلحاً(12).
في هذا الحديث هدي علمي دقيق لمصير هذا الصنف من المسلمين الذين سيطرت عليهم شهوة الكلام دون فعل، ودون أن يوافق سلوكهم كلامهم الطيب، أن مصير هؤلاء يوم القيامة أن تأتى بهم زبانية جهنم موثقين بالأغلال، ثم نلقى بهم في النار فإذا بهم من شدة هول ما رأوا وما لاقوا تنهار أعصابهم، وتتفكك أوصالهم، وتخرج أمعاؤهم من بطونهم، فيدورون بها وسط النار كما يدور الحمار في الرحى، وهنا يجتمع عليهم أهل النار، ويخاطبونهم في تعجب واستغراب: مالكم يا قوم؟ أي: جرم ارتكبتم؟ وأي ذنب اقترفتم؟ وانتم كنتم تأمروننا بالمعروف، وتنهوننا عن المنكر، فيجيبونهم: حقاً كنا نأمركم بالمعروف، ننهاكم عن المنكر، بيد أننا حرمنا أنفسنا من الخير، إذ ما كنا نأتي بالمعروف الذي نأمر به، وأقبح من هذا كنا نأتي المنكر الذي ننهى عنه.
وهكذا يفضحون على رؤوس الأشهاد، ويصطلون بنار جهنم -والعياذ بالله- جزاء استهتارهم بأمانة الفعل الموافق للقول، واستهتارهم بحرمات الله، وعدم خوفهم، وهذا حال كثير من الناس، وحال بعض الدعاة إلى الله يأمرون الناس بأقصى العزائم، ويفتون لهم بأشد الأحكام، وعندما يتعلق الأمر بهم فإنهم يفتون أنفسهم بأقل الرخص، والأحكام والأسوأ من ذلك أن يكون الرجل داعية إلى الله، ويأمر نساء المسلمين بالحجاب وزوجته غير ملتزمة بذلك، وبناته غير ملتزمات بذلك وينهى عن أكل مال اليتيم، وقد هضم حق بعض الأيتام من أقاربه، ويأمر بالصدقة ولا يبدأ بنفسه، وينهى عن أكل الربا وهو واقع فيه، ويأمر الناس بالأمر بالمعروف ولا يأتي بالمعروف.
وهذا حال بعض الآباء ينهون أبناءهم عن التدخين وهم يدخنون، ويأمرونهم بالانضباط وهم غير منضبطين، وهذا حال بعض المعلمين والمعلمات يعلمون الناس العلم وهم بعيدون عن تحصيل العلم وتعلم الجديد والاستزادة من العلم، وهذا حال الشرطي الذي وظف من أجل إشاعة الأمن والأمان في المجتمع وسلوكه بعيد عن عمله، وهذا حال القاضي المسلم الذي يجلس في مجلس العدل والقضاء، ويحكم بين الناس بغير ما أمر الله، وحال الطبيب المسلم الذي يحافظ على صحة المسلمين، ويأمرهم بالحفاظ عليها وهو يدخن ويشرب الخمر، وقد يزني والعياذ بالله.
وهذا حال المدير المسلم الذي عين لضبط العمل ولا يلتزم في إدارته بقواعد العمل، وهذا حال المسلم الذي يأمر الناس بالمعروف ولا يأتيه، فالواجب على المسلم أن يكون واضح السلوك، واضح المعالم، واضح القول، يوافق فعله قوله، وما أضاع المسلمين إلا كثرة الكلام وقلة الفعل، ورفع الشعارات الكاذبة، والمناداة بالأخوة، وبأسهم بينهم شديد، ودعوتهم إلى العلم، وهم يستوردون حتى أقلام الرصاص من غير المسلمين، ودعوتهم إلى الوحدة وهم أبعد ما يكونون عتها، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن هذا الانفصام في السلوك، وتناقض الأفعال مع الأقوال(13).
ولا يعني هذا الحديث أن الإنسان يجب أن يكون معصوماً من الخطأ؛ لأن العصمة ليست لأحد من البشر إلا الأنبياء والرسل، فلو أن الإنسان لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر حتى يكون سليماً من الخطأ لتعطلت هذه الفريضة العظيمة، وهي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن ينبغي للآمر والناهي أن يكون قدوة، وأن يكون على أحسن الأحوال حتى يكون لكلامه الأثر عند من يأمرهم وينهاهم، ولو أن الإنسان لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر حتى يسلم من الخطأ فمن يعظ العاصين بعد محمد -صلى الله عليه وسلم-؟! لأنه لا عصمة لأحد إلا للأنبياء والرسل.
ولذلك فقد قيل للحسن: “إن فلاناً لا يعظ ويقول: أخاف أن أقول مالا أفعل، فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول؟! ود الشيطان أنه ظفر بهذا، فلم يأمر أحد بمعروف، ولم ينه عن منكر”(14).
وقال سعيد بن جبير: “لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر”(15).
من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط.
وخطب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- يوماً فقال في موعظته: إني لأقول هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، فاستغفر الله وأتوب إليه(16).
وكتب إلى بعض نوابه على بعض الأمصار كتاباً يعظه فيه، وقال في آخره: وإني لأعظك بهذا وإني لكثير الإسراف على نفسي غير محكم لكثير من أمري، ولو أن المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم نفسه إذا لتواكل الخير، وإذا لرفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا لاستحلت المحارم، وقل الواعظون والساعون لله بالنصيحة في الأرض، والشيطان وأعوانه يودون أن لا يأمر أحد بمعروف، ولا ينهى عن منكر، وإذا أمرهم أحد أو نهاهم عابوه بما فيه، وبما ليس فيه كما قيل:
وأعلنت الفواحش في البوادي *** وصار الناس أعوان المريب
إذا ما عبتهم عابوا مقالي *** لما في القوم من تلك العيوب
وودوا لو كففنا فاستوينا *** فصار الناس كالشيء المشوب
وكنا نستطب إذا مرضنا *** فصار هلاكنا بيد الطبيب(17).
وعليه فإن على الإنسان أن يسعى في إصلاح نفسه، ثم في إصلاح غيره، قال تعالى: ?وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ? [الأعراف:170] ومتى ما اشتغل الإنسان بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإخلاص في ذلك، فإن الله سيعينه على التخلص من أخطائه، وسيكون اشتغاله بالدعوة إلى الله سبباً من أسباب ثباته، ودوام استقامته على مراد الله.
وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقارض من نار، قال: قلت: من هؤلاء؟ قالوا: خطباء أمتك من أهل الدنيا، ممن كانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون»(18).
ولذلك فقد كان المتقون السابقون يحاسبون أنفسهم، ويخافون من مخالفة عملهم لأقوالهم، فقد قال رجل لابن عباس-رضي الله عنهما-: “أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر؟” فقال له ابن عباس: “إن لم تخش أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل، وإلا فابدأ بنفسك” ثم تلا: ?أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ? [البقرة:44] وقوله تعالى: ?لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ? [الصف:2-3] وقوله تعالى حكاية عن شعيب -عليه السلام-: ?وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ? [هود:88] وقيل لمطرف: ألا تعظ أصحابك؟ قال: “أكره أن أقول ما لا أفعل”(19).
وقد جاءت النصوص الكثيرة التي تحث على محاسبة النفس، ونصحها، وأطرها على الخير، فينبغي أن يعتني المسلم بنفسه، ويتأكد هذا الأمر في حق من اشتغلوا بدعوة غيرهم وتربيتهم؛ فهذا العمل يأخذ عليهم زبدة أوقاتهم، لكن الاعتناء بتنظيم الوقت والحزم مع النفس في ذلك مما يعينهم على أن يوفروا لأنفسهم قدراً من الوقت كان يضيع سدى؛ فيستثمروه في تربية أنفسهم والرقي بها، واكتشاف أخطاءها، ومحاسبتها قبل العمل وأثناءه وبعده، في كافة جوانب حياتهم؛ فالمحاسبة هي التي تعرف الإنسان بعيوب نفسه وجوانب ضعفها، وهي التي تعينه على علاجها(20).
والنفس من الأمانات، بل هي أعظم من أمانة الأموال والأولاد، وأقسم الله بها في كتابه، ولا يقسم الله إلا بعظيم، قال تعالى: ?وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا? [الشمس:7] وقد جعل الله لهذه النفس طريقين: طريق تقوى، وبه تفوز وتفلح، وطريق فجور، وبه تخسر وتخيب، والناظر في حال الناس اليوم يرى رخص النفوس عند أهلـها، ويرى الخسارة في حياتـها لعدم محاسبتها، والذين فقدوا أو تركوا محاسبة نفوسهم سيتحسرون في وقت لا ينفع فيه التحسر، يقول جل شأنه: ?أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ? [الزمر:56] ويقول جل وعلا: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? [الحشر:18].
يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: ?وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ? “أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم، ?اتَّقُوا اللَّهَ? [الحشر:18] تأكيد ثان، ?إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? [الحشر:18] أي: اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير.”(21).
وبإهمال النفس وترك محاسبتها يتسلط الشيطان الذي دعا إلى المعصية، وحذر من الطاعة، وزين الباطل، وثبط عن العمل الصالح وصد عنه، وتتمكن الغفلة من الناس، وترك محاسبة النفس يترتب عليه أمر هام جداً، ألا وهو هلاك القلب! يقول ابن القيم -رحمه الله-: “وهلاك القلب من إهمال النفس ومن موافقتها، وإتباع هواها”(22).
وقال -رحمه الله- في إغاثة اللهفان: “وترك المحاسبة والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتـها فإن هذا يقول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور، يغمض عينيه عن العواقب، ويمشي الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب، وأنس بها، وعسر عليه فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام، وترك المألوف والمعتاد”(23).
وقد كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى بعض عماله: “حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلتـه أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة”(24).
وكان الأحنف بن قيس يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه، ثم يقول: يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ (25) وقال الحسن -رحمه الله-: “إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته، يستقصرها في كل ما يفعل، فيندم ويلوم نفسه، وإن الفاجر ليمضي قدمـاً لا يعاتب نفسه”(26).
وهكذا كان حال الصحابة في محاسبتهم لأنفسهم، يقول ابن القيم -رحمه الله-: “ومن تأمل أحوال الصحابة -رضي الله عنهم- وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل بين التفريط والأمن”(27) هكذا يقول الإمام ابن القيم عن نفسه وعصره! فماذا نقول نحن عن أنفسـنا وعصرنا؟!
فكم تقصير في الفرائض، وكم تفويت للجماعات، وكم مناهي وذنوب ترتكب، وواجبات تضيع، وحركات بالجوارح، وكلام باللسان، ومشي بالرجلين، وبطش باليدين، ونظر بالعينين، وسماع بالأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته؟
فعلى الإنسان إذا ارتكب من هذه شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، وإذا غفل تدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
أخي الحبيب: اعلم أن أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك، وقد خلقت أمارة بالسوء ميالة إلى الشرور، وقد أمرت بتقويمها وتزيكتها وفطامها عن مواردها، وأن تقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها، فإن أنت أهملتها ضلت وشردت، وإن لزمتها بالتوبيخ رجونا أن تصير مطمئنة، فلا تغفلن عن تذكيرها.
أخي الحبيب: كم صلاة أضعتها؟ كم جمعة تهاونت بها؟ كم صدقة بخلت بها؟ كم معروف تكاسلت عنه؟ كم منكر سكت عليه؟ كم نظرة محرمة أصبتها؟ كم كلمة فاحشة أطلقتها؟ كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟ كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟ كم من الناس ظلمته؟ كم وكم؟ فهل بدأت بالاحتساب على نفسك؟! وأمرتها بالمعروف، ونهيتها عن المنكر، وأرغمتها على الخير، وحذرتها من الشر فهي أولى بنصحك، وهي أولى من سعيت في إصلاحه ونجاته، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) – الفوائد (ص: 74).
(2) – مدارج السالكين (2/7).
(3) – مدارج السالكين (1/220).
(4) – الفوائد (1/174).
(5) – الفتاوى (14/324).
(6) – الفتاوى (10/587).
(7) – الفتاوى (28/147).
(8) – شرح رياض الصالحين للعثيمين (1/230) بتصرف يسير.
(9) – شرح رياض الصالحين للعثيمين (1/230) بتصرف يسير.
(10) – أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة النار، رقم: (3397)، ومسلم باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، رقم: (3989).
(11) – الأبيات منسوبة لأبي الأسود الدؤلي، انظر: جواهر الأدب (2/26) والحماسة المغربية (1/123) والحلل في شرح أبيات الجمل (1/46) وبعضهم ينسبه إلى: المتوكل الليثي، وبعضهم للأخطل.
(12) – انظر: شرح رياض الصالحين للعثيمين(1/231).
(13) – انظر: (مطابقة فعل المسلم لقوله) للدكتور نظمي خليل أبو العطا، بتصرف، المصدر:كوم النور.
(14) – لوامع الأنوار البهية (2/ 433) للسفاريني، وتفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 423).
(15) – لطائف المعارف ص(17).
(16) – لطائف المعارف ص(17).
(17) – لطائف المعارف ص(17).
(18) – أخرجه أحمد ط الرسالة (19/244- 12211) وابن حبان (53) والبيهقي في شعب الإيمان (4965) وهو في “الزهد” لوكيع (297)، وابن أبي شيبة (14/308) وأبو يعلى (3996) وأخرجه ابن المبارك في “الزهد” (819)، وعبد بن حميد (1222)، وابن أبي الدنيا في (الصمت) (513)، والخطيب في (تاريخ بغداد) (6/199-200 و12/47) وفي موضح أوهام الجمع والتفريق (2/170) والبغوي في (شرح السنة) (4159)، وفي (تفسيره) (1/ 68) وأبو نعيم في الحلية (8/172) وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (476)، وقال الشيخ الألباني: “حسن صحيح” انظر: (الصحيحة) (291)، (تخريج فقه السيرة) (138).
(19) – لطائف المعارف، ص(17).
(20) – ماذا نعني بالتربية الذاتية لمحمد الدويش، بتصرف، المصدر: موقع المربي
(21) – تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 77).
(22) – إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 78).
(23) – إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 83).
(24) – أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (13/ 166- 10117).
(25) – تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 344).
(26) – إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 77).
(27) – الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص: 40).