د. محمد يسري إبراهيم
قال الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:179].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قَتَل مُعاهدًا لم يَرَح رائحةَ الجنة، وإنَّ ريحها تُوجد مِن مسيرة أربعين عامًا»(1).
وفي وصية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخليفته من بعده، قال: “وأوصيه بأهل الذمة خيرًا ألَّا يُكلِّفهم إلا طاقتهم، وأن يُقاتل من ورائهم، وأن يُوفِّي لهم بعهدهم، ويُحاطوا من ورائهم، ويجب فداء أسراهم سواء كانوا في معونتنا أم لم يكونوا”(2).
وعن علي -رضي الله عنه- قال: “إنَّما بَذلوا الجزية لتكون دماؤهم كدمائنا، وأموالهم كأموالنا”(3).
وفي الحديث: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصدَّق بصدقة على أهل بيت من اليهود، فهي تُجرى عليهم»(4).
وفي الأثر: “أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مرَّ بباب قومٍ وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير، فضرب عضده من خلفه، وقال: من أيِّ أهل الكتاب أنت؟ فقال: يهودي، قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، فأخذ عمر –رضي الله عنه- بيده وذهب به إلى منزله، فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضُرباءه، فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة:60]”(5).
وفي الأثر: “إن عمر بن عبد العزيز –رحمه الله- كتب إلى عامله على البصرة عدي بن أرطاة: أما بعد؛ انظر مَن قبلك من أهل الذمة من كَبِرَت سِنُّه، وضعفت قوته، وولَّت عنه المكاسب، فأَجْرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يُصلحه”(6).
________________________
(1) أخرجه البخاري (3166-6914).
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 109), رقم: (20058).
(3) أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 179).
(4) أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص:728), رقم: (1993).
(5) أخرجه أبو يوسف في الخراج (ص:106)، وأبو عبيد في الأموال (ص:46).
(6) أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص:48).