كيف ننمي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدى النشء؟
إن غرس القيم الأخلاقية الإسلامية بشكل عام وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجه الخصوص لدى النشء يعد أمراً ضرورياً وحيوياً لصحتهم النفسية والاجتماعية ولنمو شخصياتهم وتعزيز تكيفهم الاجتماعي، وكلما أسرعنا -منذ الصغر- في غرس هذه الشعيرة في نفوس أبنائنا وبناتنا أصبحت جزءاً من سمات شخصياتهم الرئيسة، وعزَّزت قدراتهم على استخدامها بطريقة صحيحة، وأدى إلى إحساسهم بالرضا والإشباع والسعادة والرغبة في القيام بمزيد من الأعمال الإيجابية نتيجة إحساسهم بالثقة في أنفسهم وفي قدراتهم.
إن غرس القيم الأخلاقية هي مسؤولية وسائط التنشئة الاجتماعية المتمثلة في الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام وجماعة الأصدقاء، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا بأن هذه الوسائط قد تخلّت اليوم عن هذه المهمة بشكل يدعو للقلق على مستقبل أبنائنا وقيمنا، بل قد يكون لبعض هذه الوسائط دور سلبي في هذا الجانب، وذلك من خلال سعيها إلى نشر وتعزيز القيم السلبية في كثير من الأحيان.
إن مهمة غرس القيم الأخلاقية الإسلامية وتمكين النشء من تطبيقها -ومنها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- تتطلب من الآباء والأمهات بداية معرفة وإدراك العوامل الرئيسة التي تساعد الطفل على القيام بالأعمال بطريقة صحيحة، ومن ذلك:
– رغبة الطفل واستعداده للقيام بالعمل وعدم إجباره عليها.
– قدرة الطفل ومهاراته المرتبطة بالعمل المطلوب إنجازه.
– مدى معرفة الطفل بطريقة وأسلوب تنفيذ العمل أو القيام به.
– مستوى التشجيع والدعم المعنوي والمادي الذي يحصل عليه الطفل أثناء تنفيذ العمل.
ولعل من أهم العوامل التي تساعد الوالدين على تنمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدى أطفالهم ما يلي:
– قدرتهما على توضيح وشرح كيفية أداء هذه الشعيرة في كل مرة يطلب أو يكلف الطفل بها، وهذا ينطبق على جميع الأفعال الجديدة منها والمكررة؛ فمن خلال هذا الشرح والتوضيح يستطيع الوالدان متابعة طفلهما وتصحيحه متى ما أخطأ، ومعرفة مدى تقيده بالتعليمات التي أعطيت له، ومعرفة الصعوبات التي تواجهه ومساعدته في التغلب عليها.
– قدرتهما على تشجيع الطفل لدراسة طريقة تطبيق الشعيرة المراد تنميتها لديه وإتاحة الفرصة له لاستكشاف طرائق وأساليب أخرى لتنفيذها، وتعزيز طريقته في القيام بالعمل وتشجيعه للاعتماد على نفسه في ذلك.
– قدرتهما على جعل تطبيق هذه الشعيرة تشعر الطفل بالثقة والسعادة والراحة والطمأنينة فهذه المشاعر تعد من أكثر العوامل المساعدة للشعور بالرضا وحافزاً ضرورياً لاستمرار تطبيق الشعيرة.
– قدرتهما على إيجاد الدافع المعنوي والمادي لتأدية الشعيرة وتنمية الرغبة للعمل بها واكتساب عادة أداء الأعمال بطريقة صحيحة.
– قدرتهما على توفير التشجيع المناسب -أثناء تأدية الشعيرة وبعدها- وإشعار الطفل بثقتهما فيه وفي قدراته.
– قدرتهما على إتاحة الوقت الكافي للطفل لتطبيق الشعيرة بطريقة صحيحة وعدم التسرّع في الحصول على النتائج.
– قدرتهما على توفير الحافز والمكافأة المادية والمعنوية الملائمة سواء لبذل الجهد أو بعد إنجاز العمل.